ألغت احدى شركات التأمين البلجيكية بوليصات التأمين لخمسمائة من المغاربة الذين يعيشون في مدينة انتورب في بلجيكا، وأرسلت لهم خطابات تطالبهم فيها بالبحث عن شركات تأمين اخرى.
وكان هؤلاء المغاربة قد قاموا بالتأمين على انفسهم ضد حوادث السيارات والحرائق في الشركة المذكورة عن طريق وسيط مغربي يدعى عبد السلام القاسميوي يعمل مع هذه الشركة منذ 22 عاما، الا ان القاسميوي فوجئ منذ ثلاثة اسابيع بصدور قرار من الشركة بإلغاء بوليصات التأمين بدون اسباب مقنعة، وكان هذا الموظف يعمل مع الشركة كوسيط يتقاضى عمولته عن كل عميل عربي يقوم بالتأمين في الشركة المذكورة، لكن بعد صدور القرار الاخير قال القاسميوي انه سيلجأ الى القضاء في دعوى يتهم فيها الشركة بالعنصرية. وأضاف القاسميوي: «كيف يمكن للحكومة البلجيكية ان تطالبنا بالاندماج مع المجتمع البلجيكي في نفس الوقت الذي تقوم فيه هذه الشركة بهذا الاجراء التعسفي؟». وقال انه ذهب بملفات هؤلاء المغاربة الى شركات تأمين اخرى إلا انها رفضت قبولها. وأضاف: «ان هذا الامر يمثل مشكلة كبيرة لهؤلاء المغاربة الذين لن يستطيعوا قيادة سياراتهم بدون بوليصة التأمين، وما الذي سيفعلونه هم وضحاياهم في حالة وقوع حوادث طرق، وفي حالة اشتعال الحرائق في منازلهم، لهذا سألجأ الى القضاء، وقد تحدثت مع المحامي الخاص بي وأخبرني عن ثقته في كسب القضية، خاصة ان هناك حالة مشابهة وقعت منذ سنوات عندما ألغت احدى شركات التأمين بوليصات تأمين عدد من اليهود الذين اقاموا دعوى قضائية وحصلوا على تعويض من تلك الشركة».
ومن جهة اخرى صرح مدير الشركة التي ألغت بوليصات المغاربة ان قيام شركته بإلغاء بوليصات التأمين ليس له علاقة بجنسية هؤلاء او وضعيتهم الاجتماعية. ورفض تماما اتهام شركته بالعنصرية، مضيفا ان هناك منافسات قوية بين شركات التأمين في بلجيكا، وان شركته لاحظت في الفترة الاخيرة تعدد حوادث المغاربة مما يتسبب للشركة في خسارة مبالغ طائلة. كذلك لا يسدد البعض من هؤلاء فواتيرهم في موعدها، لهذا قررت ادارة شركته إلغاء بوليصات التأمين الخاصة بهؤلاء ومنحهم فترة من الوقت لكي يذهبوا الى شركة تأمين اخرى خاصة ان السوق مفتوحة امام الجميع وشركات التأمين كثيرة، حسب قوله.