تركت طفلها لدقائق.. فوجدته يرضع من كلبة

«أمومة» في أفريقيا تذكر باللبؤة التي تبنت ظبيا رضيعا

TT

أصيبت أم تنزانية بحالة هستيرية عندما اكتشفت أن طفلها البالغ من العمر ستة أشهر يرضع من كلبة. وقالت صحيفة تنزانية إن الأم تركت ابنها على حصيرة بينما ذهبت تنشر الغسيل في فناء منزلها في دار السلام. وعندما عادت فوجئت به يرضع من كلبة فصرخت وهرعت لمنزل أخيها طلبا للنصيحة.

لكن أخاها، حسب «رويترز» أمس، نجح في اقناعها بأن حليب الكلاب غير ضار. ونقلت عنه الصحيفة قوله بعد الواقعة التي حدثت يوم الاثنين الماضي أن «الطفل في حالة جيدة منذ ذلك الحين ولم يصب بإسهال ولم تظهر عليه أي علامات من المرض».

وتستمر حكايا الأمهات. وتحمل الأخبار بين حين وآخر جانبا شفيفا يلمس المشاعر في ذراها ليذكر الناس بروعة المعنى العظيم للأمومة لدى سائر المخلوقات، بما فيها المتوحشة. والشاهد في الحكاية التنزانية هذه ليس الطفل، الذي ساقته حاجة طبيعية لسد جوع لم تكتشفه أمه بأن حبا يطلب اللبن من ثدي كلبة أهله، ولكنه (الشاهد) في الكلبة، التي غلب عليها إحساس الأمومة، فعاملت الرضيع كما لو كان من بطنها.

ومن أفريقيا بالذات نشرت «الشرق الأوسط» غير مرة عن علاقات، يكاد العقل لا يصدقها، نشأت بين حيوانات مختلفة، الطرف الأمومي فيها متوحش، والثاني لا قدرة له على التوحش، حتى ولو أراد. ففي فبراير (شباط) 2002 صحا العالم على خبر عن تبني لبؤة في أحراش كينيا لظبي حديث الولادة. ورغم مشاعر اللبؤة الحانية ورغبتها في توفير الحماية للظبي الرضيع، فإنها كادت تتسبب في مقتله، مما اضطر حراس متنزه الحياة البرية في كينيا لانتزاع الظبي من «أمه بالتبني» حتى لا يقضي عليه الجوع.

وكانت اللبؤة نفسها قد تبنت في يناير (كانون الثاني) من العام نفسه ظبيا آخر لمدة أسبوعين قبل أن ينتهز أسد جائع فرصة نومها ليفترسه. والغريب حقا كان أن سمحت اللبؤة لأم الظبي الحقيقية بالاقتراب لإرضاعه ولكنها أبعدتها بعد ذلك. وقال مسؤولو الحياة البرية إن اللبؤة المسماة «كامونياك» (معناها باللغة المحلية «المباركة») توقفت عن صيد الظباء منذ أن تبنت الظبي الرضيع، وصارت تكتفي بصيد البقر الوحشي والخنازير.