اللوفر يودع رئيسه الذي جعل منه أكبر متحف في العالم

TT

في حفل حضره الرئيس جاك شيراك، ودّع العاملون في متحف اللوفر في باريس، مساء اول من امس، رئيسهم بيير روزنبرج الذي يغادر منصبه لبلوغه الخامسة والستين، اي سن التقاعد.

واشتهر روزنبرج، عدا عن عشقه للفنون، بروح الدعابة التي كان يتحلى بها، وكذلك باللفاف الأحمر الذي لا يفارق عنقه صيفاً او شتاء. وبفضله اصبح اللوفر اكبر متحف في العالم والأكثر اجتذاباً للجمهور، حيث زاره في العام الماضي اكثر من ستة ملايين زائر.

وخلال اربعين عاماً من عمله في ميدان المقتنيات الفنية، موظفاً صغيراً، ثم أميناً، فرئيساً لمتحف اللوفر، تمكن ذو اللفاف الأحمر من ان يحقق صفقات مهمة، وان يعثر على اعمال فنية ثمينة كانت مهملة في صالات المزادات ودكاكين العاديات. ومن اشهر تلك اللقى لوحة القديس يوحنا المعمدان للرسام جورج دولاتور، التي وجدها روزنبرج معروضة للبيع في مزاد باريس بسعر لا يتجاوز الألفي فرنك (300 دولار) بينما يقدر ثمنها بالملايين.

وكان رئيس اللوفر مدافعاً شرساً ضد تسرب الإرث الوطني الفرنسي، من لوحات ومنحوتات وأثاث قديم، الى المتاحف الأجنبية واصحاب المجموعات الخاصة من اثرياء العالم. وقام برحلات عديدة، شرقاً وغرباً، لكي يستعيد الى متحفه اعمالاً فنية، رأى ان اللوفر هو مكانها الطبيعي.

وكان آخر انجازاته، قبل التقاعد، تهيئة صالة خاصة لعرض لوحة موناليزا لدافنشي، بما يليق وشهرتها الفنية ويسمح للزوار وللسياح بتأملها من فسحة مناسبة.

ونظراً للحيوية التي ما زال يتمتع بها الرئيس السابق للوفر، فقد وجد الكثيرون ان من الخسارة تطبيق قانون السن القانونية عليه، واحالته على التقاعد وهو في أوج خبرته، خصوصاً ان متاحف اجنبية كثيرة ستتسابق للتعاقد معه. لكن روزنبرج قال انه يأمل ان يتفرغ لتأليف الكتب في الموضوع الذي يحبه، تاريخ الفنون.

يذكر ان وزيرة الثقافة الفرنسية اصدرت اخيرا، قراراً بتعيين هنري لواريث، مدير متحف اورساي في باريس، خلفاً لروزنبرج. وهي المرة الأولى التي يشغل فيها هذا المنصب موظف «دخيل» جاء من خارج دائرة أمناء اللوفر.