مناشدة عالمية لـ «جعل ختان الإناث تاريخا»

إطلاق حملة «قرية خالية من الختان» في 60 بلدة مصرية

TT

أهابت المؤسسة العالمية النسوية للبحوث والصحة والتنمية «فوروارد» Forwardبالمجتمع الدولي، خاصة الحكومات الأفريقية, باستصدار قوانين وسن سياسات لتحريم كافة أشكال الختان التي تجرى للإناث.

وناشدت «فوروارد»، في مناسبة اليوم العالمي للقضاء على ختان الإناث الذي أطلقته «الجمعية الأفريقية للعادات التقليدية الضارة بصحة المرأة» ومقرها في جنيف، الدول التي لم توقع على البروتوكول الخاص بحقوق النساء التابع للاتحاد الأفريقي بالمصادقة على البروتوكول ليتسنى لها إصدار قوانين محلية تحرم هذه العادة الشنيعة.

وقالت إنشراح محمد أحمد، ضابطة تنمية المجتمع في مكتب «فوروارد» بلندن لـ«الشرق الأوسط» أمس إن المؤسسة وجهت نداء خاصا للحكومة السودانية لتسن قوانين تحرم كافة أنواع ختان الإناث في أي مكان، وليس المستشفيات وحدها. وأضافت أن هذا النداء الخاص يأتي بعد الحملة العالمية التي اطلقتها «فوروارد» بعد الوفاة الفاجعة للطفلة «إنعام عبد الوهاب» في السادس من ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي. وأبدت اندهاشها من أن بعض البرامج التلفزيونية في الخرطوم ما زالت تدعو لما يسمى «تأصيل ختان الإناث».

وحسب احصاءات تحصلت عليها المؤسسة من دراسات وبحوث، أكثرها يمكن الاعتماد على صحته التامة أو اقترابه من الحاصل فعلا، فإن الصومال تعد البلد الأفريقي الأسوأ في ختان الإناث (96- 100%) تليها غينيا (99%) وجيبوتي (98%) ومصر- حسب دراسة أجريت 1995- (97%)، إرتريا (95%)، مالي (94%) والسودان (89%). وغينيا، مثلاُ، التي يعتبر ختان الإناث فيها جريمة منذ عام 1965 يعاقب عليها القانون بالسجن مدى الحياة أو الإعدام، فإنه منذ اقرار القانون قبل نحو 40 سنة لم تقدم أي قضية للمحكمة، طبقا لما ذكر مركز حقوقي في نيويورك.

ويذكر أن المجلس الطبي السوداني قد أصدر في مارس (آذار) 2003 قراراً بحظر كافة أنواع الختان للإناث في جميع أنحاء البلاد. وطبقاً للوائح المجلس تعد ممارسة هذه العادة عقب صدور القرار انتهاكا للقوانين التي تضبط العمل الطبي ويتعرض كل من يمارسها الى عقوبات تصل الى حد الشطب من السجل الطبي. وتعد هذه العادة احدى قضايا الخلاف والانقسام العميقة في المجتمع الشمالي بالسودان، حيث يرى عدد من الأطباء والطبيبات، بسند من رجال دين أن ختان الإناث من السنة ولا تترتب عليه أضرار صحية، بينما يدفع جمهور من علماء الدين بأن الأحاديث النبوية الواردة في هذا الشأن ضعيفة وأحادية، وأن النتائج العضوية والنفسية الناتجة عنها ضارة للغاية، مساندين بذلك أغلبية الأطباء والجمعيات النسوية والناشطين في مجال حقوق الانسان وسياسيين بارزين. وفي مصر طرأ تطور ملحوظ في محاربة الختان، تمثل في إطلاق المجلس القومي للطفولة والأمومة حملة بعنوان «قرية نموذجية خالية من ختان الإناث» للتخلص من عادة ختان الإناث يتم تنظيمها بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومجموعة مساندة للتنمية. وتستهدف الحملة مواجهة الضغوط المجتمعية الداعمة لهذه العادة في 60 قرية تضمها ست محافظات في جنوب مصر، هي محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان.

وكان صندوق الأمم المتحدة للطفولة والأمومة «اليوينسيف» قد أعلن أخيرا أن ثلاثة ملايين فتاة يتعرضن للختان سنويا في أفريقيا جنبا إلى جنب مع آلاف الفتيات في تجمعات المهاجرين في أوروبا وأميركا الشمالية واستراليا. وأشار الصندوق إلى أن تلك الأرقام تؤكد أن الطريق ما زال طويلا للقضاء على عادة ختان الإناث، موضحا أن هناك ما بين 100 مليون إلى 140 مليون فتاة وامرأة خضعن للختان.