مشروع إلكتروني للتواصل بين الأكاديميين والطلاب العراقيين

عَزّ السفر.. فلتسافر العلوم إليهم

TT

«عاجل: نبحث عن أستاذ أو طبيب متخصص لتقديم محاضرة مدتها ساعة، عبر الانترنت، لجامعيين وموظفين صحيين عراقيين حول وباء انفلونزا الطيور الذي وصل الى العراق». هذا هو ملخص النداء الذي أطلقه بالبريد الالكتروني، الى العديد من الدول، مدير مركز التعليم الالكتروني عن بعد في كندا.

وانطلقت فكرة المركز، كما يقول الدكتور علاء الموسوي، بهدف ربط الاساتذة والخبراء العراقيين، في أي مكان من العالم، مع زملائهم في الجامعات العراقية، كمحاولة لتجاوز النقص الحاد الذي يعانيه طلبة الدراسات الاولية والعليا في المعلومات والمصادر ووسائل الاتصال بمراكز الابحاث العالمية. ويضيف: «هناك احصائية بسيطة تشير الى ان العلماء العراقيين موزعون في 45 دولة حاليا. وتمكن الاستفادة من خبرات هؤلاء، في كافة التخصصات العلمية والانسانية، من خلال إلقاء محاضرات منتظمة عبر الانترنت، على زملائهم الموجودين في الوطن».

ولا يلزم المشروع، الذي انطلق بداية هذا العام، الاساتذة العراقيين المشاركين بأي تكاليف او التزامات اخرى، حيث يوفر لهم ما يحتاجونه من المنظومات التدريسية، اذ في امكانهم ان يقدموا المحاضرات من منازلهم وفي الاوقات التي تناسبهم. وهم باتقانهم لغة اخرى، الى جانب العربية، يتمكنون من حل مشكلة التفاهم التي يواجهها بعض الطلبة مع الاساتذة الاجانب او المصادر الاجنبية.

وعلى مدى ابعد، يسعى هذا المشروع الذي يوفر للطالب العراقي الاتصال العملي والمباشر مع احدث تقنيات التعليم الالكتروني، الى ربط الجامعات والمؤسسات البحثية والمكتبات العالمية التي ينتمي اليها الاساتذة المشاركون، بالجامعات والمعاهد العراقية التي تواصل رسالتها في ظروف عسيرة جدا.

ولم ينس القائمون على هذا المشروع الذي يشبه بصيصا من النور في العتمة، البعد الوطني والاجتماعي والاخلاقي عندما يشعر الجامعيون في العراق ان اخوتهم واساتذتهم الموجودين في الخارج يمدونهم بالمعرفة ويزودونهم بما يستجد من تيارات واكتشافات وخبرات.

ويستطيع الاساتذة المنضوون تحت هذا المشروع ان يوفروا المراجع لطلبة الدراسات العليا، وان يقترحوا عليهم افكارا للابحاث، كما يمكنهم المشاركة فعليا في عملية الاشراف على الاطروحات الجامعية والاشتراك مع لجان التقييم في مناقشتها.

واذا كان طلبة العراق غير قادرين على السفر، حاليا، ولاسباب معقدة، لطلب العلم، فلا اقل من ان «تسافر» العلوم اليهم على جناح الإلكترون.