مخرج «إيمانويل» أكثر الأفلام إباحية ينشر مذكراته

التقى سيلفيا كريستيل صدفة واختارها لـ«صفاء وجهها وأناقة حركاتها»

TT

بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على عرض أشهر شريط إباحي في تاريخ السينما، صدر في باريس حديثا كتاب لجوست جايكن، مخرج فيلم «ايمانويل» الذي قامت ببطولته سيلفيا كريستيل، الممثلة المغمورة، التي اصبحت بعد ذلك الفيلم رمزا لنوع جديد من الإثارة الفنية. وشاركت في ما بعد في عدة أفلام راقية ذات مستوى فني عال، منها «عشيق الليدي شاترلي» قصة الكاتب الإنجليزي الشهير دي.إتش. لورنس.

كان جايكن قد عمل مخرجا للأفلام الإعلانية والتجارية، وأنجز مع المنتج إيف روسيه روار فيلما عن الخيول، حاز إعجاب هذا الأخير فأعطاه رواية عنوانها «إيمانويل»، وسأله إن كان يرغب في إخراجها للسينما. ويقول جايكن «كان إنجاز فيلم روائي من أعز أمنياتي. وقد أخذت الكتاب الذي كان أزرق اللون وبعنوان وردي فاقع، وبدأت أطالعه فصدمتني المقاطع المكشوفة فيه، وكانت ردة فعلي الأولى انني طوحت به بعيدا في عرض الغرفة لأن «البورنو» (الخلاعة) ليست ضمن مجال اهتمامي، لكن المنتج تمكن من إقناعي عندما قال لي إن هذه الرواية هي درة الكتب «الإيروتيكية» (المثيرة جنسيا)، وإن جان لوي ريشار كاتب السيناريو، الذي عمل مع تروفو قد وافق على إعداد السيناريو وهو كفيل بإلغاء المشاهد البالغة الجرأة، وإن رهافتي في التصوير كفيلة بإنجاز تحفة فنية تبعد الفيلم من أن يكون من شاكلة تلك الأعمال التي تعرض في صالات خاصة بالأفلام الإباحية».

وطلب جايكن أسبوعا للتفكير. وخلال ذلك الأسبوع قام بتصوير فيلم إعلاني لأحد مستحضرات التجميل مع الممثلة ماري جوزيه نات، فسألها عن رأيها بالفيلم المعروض عليه، فقالت له إن لا أحد يرفض مثل تلك الفرصة، وأضافت: «حاول ان تبدع فيه، أما إذا فشل العمل فلا تقلق، لأن لا أحد يقبل على مشاهدة الأفلام الفاشلة».

ويتحدث جوست جايكن عن الحرج الذي كان يشعر به أثناء استعراض الممثلات المرشحات لدور إيمانويل، ويقول إنه كان يترك لمساعداته مهمة فحص التفاصيل الشكلية لهن، لكن أيا من المرشحات لم تقنعه بتجسيد الشخصية. ثم اقترح عليه صديق أن يبحث في هولندا «لأن فتياتها أكثر تفتحا». ويذكر جايكن «طلبنا نساء ذوات شعر أسود طويل ومنساب بدون تجعيد، فتقدمت بلجيكيات من المستعمرات ومن أصول إندونيسية، ولم يكنّ يصلحن للدور، إلى أن وقعت عيني ذات يوم على امرأة عابرة في الستوديو.. لم تكن قد جاءت للاختبار، فلفتت انتباهي بقامتها الرشيقة وشعرها الأسود القصير وعينيها الشفافتين الواسعتين. كان اسمها سيلفيا كريستيل. وتلك كانت ضالتي، بصفاء وجهها وأناقة حركاتها».

نزل الفيلم إلى الشاشات وأحدث ضجة عالمية. وصار جوست جايكن اسما علما. ويقول إنه بعد انتهاء التصوير عاد إلى حياته وعاداته السابقة، وذهب ذات يوم إلى العشاء في مطعم «كاستيل»، فإذا برجل ينهره ويطرده من المكان قائلا «اخرج من هنا يا من لوثت تاريخ السينما الفرنسية». وقد كان ذلك الرجل هو الممثل المعروف موريس رونيه.