غيب الموت صباح أمس (الثلاثاء) الفنان المصري الكبير حمدي غيث عن عمر يناهز 82 عاما بعد صراع طويل مع المرض أدخله أخيرا مستشفى عين شمس التخصصي بعد إصابته في منتصف الشهر الماضي بجلطة وارتفاع نسبة السكر في الدم، ثم اصابته بنزلة شعبية حادة وتكوّن مياه في الرئة، أدت إلى تعرضه لضيق في التنفس. وتم نقله للعناية المركزة التي مكث بها نحو اسبوعين حتى وافته المنية. وقد شيعت جنازته ظهر أمس من المسرح القومي في حي العتبة بوسط القاهرة وتم دفنه بمسقط رأسه بقرية كفر شلشمون بمنيا القمح في محافظة الشرقية.
الفنان الراحل من مواليد 7 يناير (كانون الأول) 1924 واسمه بالكامل محمود حمدي الحسيني غيث، وهو الشقيق الأكبر للفنان الراحل عبد الله غيث. حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم سافر إلى باريس في بعثة دراسية من 1948 وحتى عام 1951، كما درس بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، واشتهر كممثل مسرحي ومخرج في المسرح القومي والتلفزيون. وقدم خلال مشواره اكثر من 30 فيلما و60 مسلسلا و20 مسرحية. ومن أبرز أفلامه «الناصر صلاح الدين»، الذي قدم من خلاله شخصية «ريتشارد قلب الأسد» ملك بريطانيا في فترة الحروب الصليبية. وكان له دور بارز في إنعاش فرق المسرح المصري في المدن الصغيرة بعيدا عن العاصمة. ومن بين المسرحيات التي قدمها «عطيل» و«هاملت» و«يوليوس قيصر» لوليام شكسبير و«صوت مصر» لالفريد فرج و«مأساة جميلة» عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد في سجون الاحتلال الفرنسي.
وعمل غيث أستاذا بأكاديمية الفنون بالقاهرة، كما اختاره الممثلون المصريون نقيبا في أكثر من دورة. وجذب الفنان الراحل شقيقه عبد الله غيث (1930 ـ 1993) الى دراسة المسرح في منتصف الخمسينيات.