الكشف عن تحف أخرى مفقودة في مسجد قرطبة

غير الخمس التي ستباع في لندن

TT

أعلنت الشرطة الإسبانية أول من أمس أنها تحقق حاليا في ملابسات العارضات التي جرى اقتلاعها من مسجد قرطبة، وكيفية تهريب خمس منها الى بريطانيا، وذلك بعد ان طلبت اسبانيا رسميا من الانتربول التدخل لوقف مزايدة عليها ستجري في صالة كريستي بلندن يوم 4 أبريل (نيسان) المقبل بسعر يتراوح بين 100 و300 ألف جنيه استرليني. وانتقد الحزب الشعبي في إقليم الأندلس تصرف الدائرة الثقافية في الحكومة المحلية في هذا الشأن لعدم اهتمامها بالآثار الوطنية، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، خاصة بعد الكشف عن معلومات جديدة تفيد بأن الدائرة الثقافية في حكومة الأندلس المحلية تلقت عرضا عام 2004 من قبل أحد جامعي التحف طلب فيه 20 ألف يورو مقابل ثلاث عارضات من مسجد قرطبة، مشابهة لتلك التي ستباع في لندن. ولكن الحكومة المحلية رفضت العرض. فما كان من صاحب العوارض الثلاث إلا الاتصال بدار «كريستي» في لندن للاتفاق معها حول بيع العارضات، فقدرتها الصالة البريطانية بـ650 ألف يورو. وكان على مالك التحف ان يطلب موافقة وزارة الثقافة الإسبانية للسماح له بنقلها الى بريطانيا، لكن الوزارة لم تسمح له بذلك. وقد انتقد انطونيو غاريدو، المسؤول الثقافي عن الحزب الشعبي في البرلمان الاندلسي، تصرف الحكومة المحلية، وطالب بتوضيحات حول سبب رفضها العرض، مع انه رخيص مقارنة مع الأسعار العالية التي وضعتها دار «كريستي» لبيع العارضات الخمس. وقال ان هذا يؤكد اهمال وعدم اهتمام الجهات المعنية بالموروثات التاريخية، إلا إذا ظهرت في وسائل الإعلام. ومعلوم ان هذه العارضات الخشبية، التي يبلغ طول الواحدة منها حوالي ستة امتار، مزخرفة على شكل نباتات ناتئة، تعود الى القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، تم اقتلاعها من على سقف مسجد قرطبة بين القرنين التاسع عشر والعشرين، كي يظهر على شكل كنيسة وليس على شكل جامع. لكن المسجد لا يزال يحتفظ، حتى اليوم، باسمه الأصلي ويسميه الاسبان «مثكيتا دي كوردوبا»، أي «مسجد قرطبة»، ولا ينظر اليه باعتباره مسجدا وإنما أثرا تاريخيا وفنيا على غرار منارة اشبيلية وقصر الحمراء في غرناطة. ويذكر أن مسجد قرطبة، الذي بني على مراحل منذ عهد عبد الرحمن الداخل وبلغ أوجه في عصر الحكم المستنصر والمنصور بن أبي عامر وأصبح جامعة لتدريس مختلف العلوم، كان له الأثر الكبير في انتقال العلوم العربية الى أوروبا، حتى عام 1236 عندما سقطت مدينة قرطبة بيد الاسبان ليتحول الى كنيسة.