عرضت إنغريد ميشولام، أخلص صديقات الكاتبة الفرنسية الراحلة فرانسواز ساغان، للبيع القصر الريفي الذي كانت جدرانه شاهدة على الأوقات السعيدة لمؤلفة «مرحباً أيها الحزن»، التي توفيت في صيف 2004. ويقع القصر المسمى «بروي» قريباً من بلدة هانفلور على شاطئ مقاطعة النورماندي.
وكانت ساغان، التي تلقت أموالاً كثيرة بعد نجاح رواياتها الأولى، قد اعتادت التردد على نوادي القمار، وأشهرها كازينو بلدة دوفيل في النورماندي. وفي الثامن من الشهر اغسطس (آب) عام 1958 راهنت الكاتبة الشابة بمبلغ كبير على الرقم ثمانية فوق طاولة الروليت، وحالفها الحظ فكسبت ثمانية ملايين فرنك فرنسي قديم. وفي الليلة نفسها عادت الى القصر الريفي الذي كانت قد استأجرته لقضاء عطلة الصيف واشترته من مالكه بالمبلغ ذاته.
واكتسب قصر «بروي» شهرة لأنه كان مسكن الممثل المسرحي الفرنسي لوسيان غيتري، الذي توفي في الربع الأول من القرن الماضي. وفيه زارته الممثلة الشهيرة سارة برنار وأقامت في ضيافته عدة مرات. وازداد القصر شهرة بعد انتقاله الى ملكية فرانسواز ساغان التي كانت قد أصبحت نجمة اجتماعية تعيش حياتها بالطول والعرض وتتردد على نوادي الليل وتكتب روايات تنال اعجاب القراء، منها رواية «الضحكة غير القابلة للكسر»، التي قالت فيها إنها نامت في الغرفة التي شغلتها سارة برنار في الطابق الثاني، وتخيلت أنهما تضاربتا بالوسائد عند الصباح.
وبسبب تبذيرها وملاحقة دائرة الضرائب لها، اضطرت ساغان الى التخلي عن القصر الذي كان من أجمل البيوت في المنطقة، كما وضع الدائنون أيديهم على أثاثها. لكن صديقتها إنغريد ميشولام عادت واشترت البيت والأثاث ووضعته في تصرف الكاتبة حتى وفاتها.