السجن 25 عاما لعربي أحرق جارته العربية جنوب باريس

صب عليها الوقود لأن سلوكها لم يرق له

TT

أصدرت محكمة «فال دو مارن» جنوب باريس أمس، حكما بالسجن لمدة 25 عاما على جمال درار، 22 عاما، وذلك لتسببه في وفاة سوهان بن زيان، 17 عاما. كما حكمت على رفيقه وشريكه في الجريمة طوني روكا بالسجن ثماني سنوات في الجريمة التي وقعت في خريف 2002.

وبهذا الحكم ينتهي صراع قضائي ذو امتدادات اجتماعية وتشريعية، شغل الرأي العام الفرنسي طوال السنوات الأربع الماضية. وقد تحولت الشابة الصغيرة سوهان الى رمز للفتيات المهاجرات اللواتي يتعرضن للعنف في الضواحي الفقيرة. كما كان موتها الفاجع دافعا لتأسيس الحركة النسائية «لا عاهرات ولا خاضعات» التي باتت معروفة وفاعلة اليوم.

وكان الجاني وصديقه قد اعترضا سبيل الضحية أثناء عودتها الى الحي الذي يقيمان فيه معاً، في ضاحية باريس الجنوبية، وحاول منعها من دخول العمارة، ثم اقتادها الى مستودع القمامة ورشها بسائل ملتهب وأشعل ولاعته بقصد ترويعها. لكن اللهب اشتعل في سوهان وجرت نحو الخارج طالبة النجدة، وتوفيت في المستشفى بعد ساعتين من نقلها اليه.

وقادت كاهنة بن زيان، شقيقة سوهان، حملة واسعة للفت الأنظار الى الظلم الذي تتعرض له فتيات الجيل الثاني من الهجرة. وصارت هذه الشابة الجزائرية الأصل ناطقة باسم ضحايا العنف من النساء. كما ألهمت مأساة سوهان العديد من الفرق الغنائية الشبابية، وصدر كتاب عن حياتها القصيرة وموتها الصاعق، ترجم الى عدة لغات.

وتلقى جمال درار، الذي يتحدر من أصل عربي ايضا، قرار الحكم بهز الرأس. ولم يعلق بكلمة. في حين ارتأى محاميه ان القاضي لم يأخذ بالظروف المخففة للحكم، إذ تحولت مواجهة عدائية عادية الى مأساة غير مقصودة. أما المدعي العام فقد وصف الحادث بأنه جريمة وحشية، واستبعد دافع الغيرة التي سيطرت على المتهم، قائلا ان سوهان لم تكن صديقة لجمال وان هذا الأخير اعتدى عليها لأنها كانت صديقة لشاب أقوى منه، قائلا ان جريمته تنطوي على عداء للجنس الآخر.