لوثة اليانصيب تصيب اللبنانيين بعد دخول الجائزة «فلك» الملايين

صفوف تذكّر بأيام الحرب أمام الأفران أو عند محطات الوقود

TT

كل مقيم على الأراضي اللبنانية هو مليونير حتى تبرهن أرقام ما مساء اليوم (الاثنين) العكس. فاللبنانيون يعيشون هذه الأيام في فلك أحلام، منطلقها ما يقارب 5 ملايين دولار عدا ونقدا، مع احتساب الضرائب بالتأكيد.. فجائزة «اللوتو» اللبناني (اليانصيب) التي لم يربحها احد منذ أكثر من شهرين تراكمت لتصل إلى أعلى «منسوب» لها في تاريخ الحظ اللبناني.

وما أن انتهى سحب الخميس الماضي وخابت مع الأرقام الرابحة آمال الطامحين بالجائزة الكبرى حتى اكتظت في صباح اليوم التالي مراكز وسم اللوتو بمئات الأشخاص بل بالآلاف للمحاولة من جديد، علّ أحدهم يختار ستة ارقام على الاقل ليصيب الهدف ويصبح مساء الاثنين مليونير العام 2006.

الناظر إلى الصفوف المرصوفة وسامع المشادات الكلامية التي يطلقها الطامحون الى الربح، يستعيد ذاكرة الحرب، ولا يتردد موظفو مراكز الوسم المنتشرة على كامل الأراضي اللبنانية في تشبيه الناس الواقفين في صفوف طويلة بأولئك الذين كانوا يسعون أمام الافران للحصول على ربطة خبز او عند محطات الوقود لملء سياراتهم، مشحونة اعصابهم، خوفا من سقوط وقف اطلاق النار واندلاع المعارك وعودة القصف، بحيث ان اقل احتكاك يولد مشكلة وربما تدافعا وعراكا. والتوتر يبلغ مداه عندما تتعطل أجهزة وسم الأرقام التي لم تتعود الضغط المستجد.

حتى السوق السوداء نشطت مع تراكم المبالغ الإجمالية لهذه الجائزة، وبعد اقفال المراكز عند الرابعة عصراً قبيل موعد السحب يتحرك البعض ليعرض شبكات موسومة بأسعار مضاعفة مثنى وثلاث للثمن الفعلي، ليصبح الثمن خمسة دولارات للشبكة عوضا عن دولار واحد. فهدف الربح صار هاجس الجميع. ولا غرابة في تسلله الى الاحلام ليفيق احدهم ويقصد مسرعاً اقرب مركز ويسجل على شبكته ارقاما حلم بها، متمنياً ان تصيب رؤياه وموزعا الوعود يميناً ويساراً في حال الفوز وواعدا نفسه بتخصيص مبلغ من الجائزة لعمل الخير، وكأنه بذلك يرشو الحظ.

وفاق الاقبال على الشراء كل التوقعات، اسبوعا اثر اسبوع، وكل من ربح مبلغا دون المليون ليرة بادر الى شراء المزيد من الشبكات عوضا عن الاكتفاء بربحه على أمل ان يفتح الحظ له ابوابه في المرة المقبلة، الأمر الذي يرفع قيمة الربح. ولم يعد البعض يفكر كثيرا أو قليلا برفض مبدأ تحصيل المال عن طريق الحظ، ذلك أن موجة جنون غلبت القيم والمبادئ وجرفت شرائح واسعة من اللبنانيين الى احلام الملايين.