حكومة باريس تتراجع عن حظر التدخين في الأماكن العامة

TT

باريس ـ رويترز: تنفس المدخنون الفرنسيون الصعداء بدون ان يشعروا باي حرج الان وهم يستمتعون بالتأمل في سحب الدخان الرمادية المتصاعدة من سجائرهم في المقهى وهم يحتسون قهوة الصباح.

فالحكومة الفرنسية التي أضعفتها معركة مع النقابات العمالية والطلبة بسبب قانون مثير للجدل لتوظيف الشبان تراجعت ايضا عن فرض حظر على التدخين في المقاهي والمطاعم هذا الاسبوع لتجنب مواجهة مع كثير من المدخنين وتجار التبغ في فرنسا.

وتغيرت صورة مقاهي باريس المليئة بدخان سجائر «غولواز» اللاذعة منذ أن أجبرت الحكومة الاشتراكية أصحاب الفنادق على تنقية أجوائها في التسعينات، لكن فكرة فرض حظر شامل في الاماكن العامة لا تزال مثارا للجدل.

واستشاط منظمو حملات مكافحة التدخين غضبا مما اعتبروه «خيانة» واتهموا الحكومة بالتضحية بصحة الملايين. لكن المدخنين الذين فرضت عليهم في السنوات الاخيرة ضرائب واصلوا التدخين في هدوء، معبرين عن موافقتهم على ما يرون أنه ارجاء مؤقت مفاجئ في اللحظة الاخيرة لتطبيق الحظر.

وأعلنت الحكومة يوم الاربعاء الماضي انها ستؤجل تشريعا لحظر التدخين في الاماكن العامة ودعت الى مشاورات تستمر شهورا. وتراجعت قبل يومين عن خطط لفرض عقد عمل جديد يجعل توظيف وفصل الشبان أكثر سهولة. ويقول منظمو حملات مكافحة التدخين ان التبغ مسؤول عن نحو 60 ألف حالة وفاة سنويا في فرنسا حيث تبلغ نسبة المدخنين نحو ربع السكان. وتبين استطلاعات الرأي أن أغلبية كبيرة من الشعب الفرنسي ترغب في حظر التدخين في المطاعم. وتعهدت السلطات بالحد من التدخين في الاماكن العامة لجذب السياح المهتمين بالحفاظ على صحتهم. وهناك حظر على التدخين مطبق بالفعل في ايرلندا وايطاليا وإسبانيا.

وفوجئ كثير من الناس بتراجع الحكومة قائلين ان حظر التدخين لم يكن ليسبب اضطرابا واسع النطاق.