السجن لتونسي في لندن استخدم بطاقات ائتمان مزورة لشخصيات شهيرة

ادعى أنه «صديق لكلينتون» و«مدير كازينوهات أميركي» و«أحد مصممي مكوك الفضاء»

TT

أصدرت محكمة في لندن أول من أمس حكما بالسجن أربع سنوات على رجل تونسي بعد إدانته بالنصب في استخدام بطاقات ائتمانية لا تخصه.

وأعاد التونسي يوسف بابو للأذهان قصة ذلك الشاب الأميركي المغامر «الذكي» الذي استطاع الحصول على مبلغ 2.5 مليون دولار في ستينات القرن الماضي بواسطة شيكات كان يحكم تزويرها ويبرع في تقليد توقيعات مصدريها.. وهو الشاب الذي اتخذ من سيرته المخرج العالمي ستيفن سبيلبيرغ قصة فيلمه «كاتش مي إيف يو كان» (اقبض عليّ لو استطعت)، التي أسند بطولتها للنجم ليوناردو دي كابريو.

لكن الفرق بين التونسي، الذي أدين أول من أمس في محكمة التاج في كرويدون بجنوب لندن، وأميركي الستينات فرانك أباغنيل (الذي جسده دي كابريو)، هو أن الأول كان يستخدم «الكريدت كارد» (بطاقة الائتمان) فيما كان الثاني يحصل على «غنائمه» عن طريق الشيكات التي يزورها ويوقعها.

واتضح من تقارير الادعاء أمام المحكمة، حسب صحيفة «التايمز» البريطانية أمس، أن التونسي يوسف بابو كان يرفل وسط «نعيم» من سيارات المرسيدس الفارهة وساعات الرولكس الثمينة وقطع من مجوهرات «دو بيرز» ومشتروات متنوعة غالية الثمن من متجر هارودز. واعترف بابو في المحكمة أنه تلقى بضائع بـ 117 ألف جنيه استرليني عبر الغش، ولكن المحكمة قالت إن هذا الرقم «ليس سوى «شذرة» مما يمكن ان يكون قد حصل عليه بالخداع».

ومثلما كان الأميركي فرانك أباغنيل يلبس لبوس الطبيب المتخصص تارة والمحامي المحنك أو الطيار تارة أخرى ليحتلب من حسابات بنكية ليست له، فإن التونسي بابو، 49 سنة، وجد ضالته في قوائم الأثرياء الذين تنشر أسماؤهم في المجلات ، فكان يدعي أنه المليونير «فلان» وقد فقد بطاقة الائتمان. واستهدف خدمات «الأميركان اكسبريس» أكثر من غيرها.. فمرة هو «شريك كلينتون في لعبة الغولف» أو«رئيس سلسلة من الكازينوهات في لاس فيغاس» أو «مخترع جزء من مكوك الفضاء»، ويتصل برقم لطوارئ خدمات الائتمان ليطلب بطاقة «بدل فاقد» ترسل إلى عنوان بعينه.

وظهر للمحكمة أنه في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2004 اتصل بابو ليبلغ عن ضياع بطاقته الائتمانية، مدعيا أنه فرانك فيرتيتا الثالث رئيس سلسلة كازينوهات في أميركا، بل ذهب بنفسه إلى مكتب لـ«الأميركان اكسبريس» في منطقة نايتسبريدج وقدم بطاقة هوية مزورة على انه فيرتيتا. وبعدها مباشرة سحب مبلغ 10 آلاف جنيه، ثم استخدم البطاقة نفسها في متجر هارودز خلال ثلاثة أيام منفقا 10 آلاف، و5 آلاف أخرى في دار «غوتشي»، و10 آلاف بعدها في «ووتشيز أوف سويتزرلاند».

وتعدد النصب ليشمل حصوله على بطاقة ائتمانية مدعيا أنه «دنيس باك» المؤلف الأميركي وزميل كلينتون في لعبة الغولف، وأخرى على أنه «روبرت غوليزانو» رئيس شركة مالية أميركية كبرى. واستخدم البطاقات أيضا في أشهر المتاجر اللندنية. وانكشف أمر بابو حين تردد بنك في صرف شيك له بمبلغ بسيط نسبيا. وقال الادعاء إنه كان بصدد شحن كل ما حصل عليه من المتاجر إلى تونس. وأوضح المدعي أن قائمة بأسماء أثرى الأغنياء كانت قد نشرتها «الصنداي تايمز» قد وجدت بحوزته.

ولم يبد القاضي أدنى تعاطف مع ادعاء بابو بأنه إنما فعل كل ذلك ليحصل على تكلفة العلاج لابنته التي تعاني من مشاكل صحية وتحتاج لعملية في القلب. وأمر بحبسه أربع سنوات وإبعاده إلى بلاده بعد قضاء مدة العقوبة.