بلوغ عرش مملكة النحل.. بالكسل

النحلات الأرستقراطيات يسترخين في نعيم امتيازاتهن.. و«الشغالات» يجلبن لهن الطعام

TT

يخترق البيولوجي البريطاني جيرمي فيلد، من جامعة لندن، الذي قاد فريقا من الباحثين قام بدراسة جديدة تماما على نحل بيوستينو استر فلافولينا، والذي يعيش في المناطق المدارية ويتميز بكثافة الشعر حول رأسه، المألوف عن «مجتمع النحل». فقد توصل فيلد وفريقه الى استنتاجات تضع هذا «المجتمع» في مستوى وموازاة تشكيلات مجتمعية انسانية. فالفئات الدنيا من مجتمع النحل تضم الشغيلة (طبقة النحل العاملة)، التي يبدو أن ماركس وانجلز تجاهلاها في فلسفتيهما، وبعدهما لينين، ولم يلتفت اليها احد بعدهم.. هذه الفئة الدنيا من إناث النحل، تقوم بكل الأعمال الشاقة والمعقدة، بينما «بنات» الطبقة المرفهة يسترخين كسلا، في نعيم امتيازاتهن، وقد ارخين اجنحتهن جانبا في انتظار خدمات لا يساهمن في توفير أدنى شيء منها.

وهكذا لا تقتصر معاناة المرأة من التمييز على مجتمعاتنا البشرية، فإناث النحل «الشغالات»، يفتقدن أيضا تلك الفرصة المتاحة لمن يجلسن في مرتبة اجتماعية أعلى، ممن يحظين بفرص بلوغ كرسي الملكة، بل والجلوس عليه. واللواتي يعتبرن بالطبع، أكثر كسلا من نظيراتهن الشغالات في السلم «الاجتماعي» الأدنى.

وبدلا من تبديد طاقاتهن في البحث عن طعام للملكة والإشراف على تغذيتها، تجلس نحلات الطبقات العليا، في كسل انتظارا لدورهن في وراثتها والجلوس على عرشها الوثير.

وطبقا لما توصل إليه الباحث وفريقه، تجلس معاونات الملكة بعش النحل في سكينة وهدوء، وفي طابور يجري ترتيبه وفقا للسِّن لوراثة الملكة، او حتى موقع المشرفة على تغذيتها. هذه الفئة تعمل بجدية كبيرة من أجل مجموعة النحل التي تنتمي اليها، وفي الوقت ذاته تقدم نفسها من خلال هذا الجهد كمرشحات نشيطات. وهذا النشاط يرتقي في سلم الكسل كلما صعد النحل إلى أعلى «السلم الاجتماعي». غير انهن يفقدن الكثير من اعمارهن في هذا العمل المكلف حقا؛ وقد تموت الواحدة منهن قبل ان تحقق حلمها بالوصول الى العرش.. ألا يحدث هذا في عالمنا ايضا؟ حقا ان النظم الاجتماعية، ليست ابتكارا بشريا وحسب.