خوسيه بيو يحتفل بذكرى ميلاده الثانية بعد المائة

صديق لوركا وآخر الأحياء من جيل الـ 27 في إسبانيا

TT

لا يزال خوسيه بيو، آخر الاصدقاء الذين شاهدوا لوركا على قيد الحياة، يحتفظ ببطاقة تذكارية تظهر عليها صورة مدينة غرناطة، بعثها له الشاعر فدريكو غارثيا لوركا (1898 ـ 1936) وكتب خلفها: «آه لو تعرف كم جميلة هي الاندلس».

واحتفل خوسيه بيو، المعروف باسم ببين يوم السبت ببلوغه سن الـ 102 عاما، وتحدث لوسائل الاعلام حول العلاقة التي ربطته مع الشاعر الغرناطي لوركا، قال فيها انه تعرف على لوركا عام 1921 عندما دخل الى دار اقامة الطلاب في مدريد، ولا يتذكر المدة التي قضاها مع لوركا في تلك الدار، اربع او خمس سنوات.

وهو يتذكر ان «لوركا كان شارد الفكر، فهو لا يعرف اين يترك اوراقه، ويصل كل عام الى دار اقامة الطلاب متأخرا، وفي احدى المرات طلب مني مدير الدار ان يقيم لوركا معي في غرفتي». ومنذ ذلك الوقت توطدت العلاقة بين الاثنين: «اقام لوركا في غرفتي وكأنه لم يكن، لانه كان دائما غارقا في عالمه الخاص».

ويصف خوسيه بيو لوركا بأنه «لطيف جدا، خفيف الدم، نشط للغاية، سعيد في حياته».

ثم امتدت العلاقة الوثيقة لتشمل طلابا اخرين من أتباع السريالية مثل سلفادور دالي ولويس بونويل حتى اطلق بعد ذلك على هؤلاء الاربعة «جيل الصداقة».

وينفي خوسيه بيو ان يكون للوركا اهتمامات سياسية، او ميوله الى حزب سياسي «لم يكن لوركا يساريا. كما انه لم يهتم بالسياسة».

وهو يعارض الدعوة الى البحث عن قبر صديقه لوركا، ويؤيد في ذلك رأي عائلة لوركا في ان المهم هو لوركا الرمز وليس القبر، لأن تحديد لوركا في قبر يعني نسيان جريمة اعدامه عام 1936.

ومعلوم ان لوركا حكم عليه بالاعدام في بداية الحرب الاهلية الاسبانية، واقتيد الى خارج مدينة غرناطة لاطلاق النار عليه هناك، ولا يعرف حتى الان أين دفن بالضبط.

ويشار الى ان لوركا الذي ينتمي الى جيل الـ 27، جيل اليكسندره والبرتي وميغيل ارناندث، كان يعتز بكونه من الاندلس وانه من اصول عربية، وكان يلتزم جانب الفقراء والمحرومين والمهمشين باستمرار في اعماله.