رئيس وزراء فرنسا يصادر أرضا تملكها والدته

ميراي جوسبان تظاهرت مع القابلات ضد حكومة ابنها واليوم ترفض إخلاء أرضها

TT

تسلم 3171 فرنسياً رسائل مسجلة، الاسبوع الماضي، من الادارة العامة للضرائب تبلغهم فيها قرار الدولة بمصادرة اراضيهم الزراعية الواقعة في وادي «آسب» جنوب غربي فرنسا، وذلك لشق طرقات جديدة تؤدي الى نفق يخترق جبال البيرينيه. وبين الذين ستصادر اراضيهم، وزيرة البيئة دومنيك فوانيه، والأسقف المعروف جاك غايو، وميراي جوسبان، والدة رئيس الوزراء الفرنسي.

وهي المرة الثانية، خلال شهر، التي يظهر فيها اسم والدة ليونيل جوسبان على الصفحات الاولى للصحف الفرنسية. فقد نزلت مؤخراً هذه السيدة التسعينية المتقاعدة من بيتها في احدى ضواحي باريس لكي تتضامن مع زميلات الأمس وتشارك في تظاهرة للقابلات وممرضات مستشفيات الولادة، يطالبن فيها بتحسين اجورهن.

ونشرت الصحف، يومها، صورة والدة رئيس الوزراء وهي تهتف ضد وزير الصحة في حكومة ابنها، كما اجريت معها مقابلات حول ذكرياتها كقابلة في المناطق الريفية طوال اربعين عاماً.

وجاءت قضية الأراضي المصادرة لتعيد اسم ميراي جوسبان الى خندق معارض لذاك الذي يقف فيه ابنها، الأمر الذي دفع صحيفة «لو فيجارو» الى التساؤل، امس: «هل يستطيع جوسبان ان يطرد والدته من ارضها؟».

وكان مالكو الأراضي قد اعترضوا، طوال السنوات العشر الماضية، على قرار انشاء نفق في منطقتهم وشق طرقات مؤدية اليه، لأن ذلك ـ حسب رأيهم ـ سيحول الريف الهادئ الى ورشة للضجيج وممر للشاحنات التجارية، الامر الذي سيقضي على الطيور والحيوانات الطبيعية فيه. لكن الدولة واصلت مشروعها، وانتهت اعمال حفر النفق، ثم بدأت المفاوضات مع اصحاب الأراضي المجاورة له، بهدف التوصل الى اتفاق ودي معهم.

وإزاء تعنت هؤلاء ورفضهم التخلي عن اراضيهم، اصدرت الحكومة الفرنسية عام 1995 قراراً باعتبار تلك الأراضي ذات نفع عام لأغراض المواصلات. وقد ايدت حكومة جوسبان ذلك القرار اخيرا وانذرت المالكين، وبينهم ميراي جوسبان، بقرارات المصادرة.