تقرير: العصابات المنظمة تجلب مئات الأطفال للعمل «كعبيد» في بريطانيا

متحدث باسم الشرطة يتساءل كيف يحدث مثل هذا هنا وفي القرن الـ21

TT

ذكرت تقارير بريطانية أمس ان مئات من الأطفال، بعضهم في سن السادسة، يحضرون بشكل غير قانوني الى بريطانيا بمساعدة عصابات الجريمة المنظمة من اجل العمل في البيوت والمصانع «كعبيد في سوق العمل» البريطاني. استندت هذه الإدعاءات الى «ورقة استشارية» قدمتها عدد من المؤسسات الخيرية البريطانية الى وزارة الداخلية البريطانية، كما ذكرت صحيفة «ذي صنداي تلغراف» الأسبوعية في عددها أمس. وقالت هذه المؤسسات ان هؤلاء الأطفال يتحدرون بمجملهم من أفريقيا وجنوب شرق آسيا وبعض دول شرق أوروبا.

ويدفع اهالي الأطفال في بعض الحالات اكثر من ثلاثة آلاف جنيه استرليني بعد اقناعهم من قبل العصابات ان اطفالهم سيتمتعون بحياة افضل في الدول الأوروبية الغربية ويصبح بمقدورهم مساعدة اهاليهم وارسال النقود لهم من مداخيلهم. ومن اجل استيفاء الشروط القانونية لاحضارهم الى بريطانيا يقوم رجال العصابات المنظمة بتزوير جوازات السفر وتقديم انفسهم على نقاط الدخول الى بريطانيا على انهم اقرباء الأطفال.

وهذه الممارسات غير القانونية لم تقتصر على العاصمة البريطانية لندن وانما امتدت الى العديد من المدن البريطانية الكبرى في الشمال مثل مانشستر وليفربول ونيوكاسل. واتهمت المؤسسات الخيرية، وعددها تسعة، منها اليونسيف ومنظمة «المحافظة على الأطفال» و«مؤسسة وقاية الأطفال من الأذى»، التي قدمت الورقة الاستشارية، الحكومة «بالتقصير والفشل في معالجة القضية» كما ذكرت الصحيفة. كما طالبت المؤسسات الحكومة بالتحرك الفوري لوضع حد لهذه المعاملة اللاانسانية والاستغلال للأطفال».

وووصفت كرستين بدو المتحدثة باسم ائتلاف لمؤسسات خيرية تطلق على نفسها اسم (اكبات) والتي تنادي بوضع حد لدعارة الأطفال واستعمالهم في المجلات الخلاعية، «ان ما يجري هو نوع من العبودية الجديدة». واضاف آخر «ان ما يجري هو فاغينز القرن الـ21، لكن بشكل اكثر قساوة»، اذ حاول المقارنة بين ما كان يقوم به فاغينز احد شخصايات رواية «اوليفر تويست» لتشارلز ديكنس، الذي كان يستعمل الأطفال في عمليات السرقة والنشل. وتابع التقرير انه بعد ادخال الاطفال الى الاراضي البريطانية يتم تشغيلهم على الفور ويعيشون في ظروف حياتية صعبة ويتعرضون لسوء المعاملة الجسدية والاستغلال الجنسي.

وقال التقرير انه يمكن العثور على هؤلاء الاطفال القادمين من الصين وفيتنام وماليزيا في مطاعم ومشاغل خياطة ومراكز لمعالجة القنب (الحشيش) في الضواحي والمدن الكبيرة. ويتم تشغيل الاطفال الافارقة لساعات طويلة لقاء مكافأة زهيدة او حتى لقاء لا شيء في بعض الاحيان. اما الاطفال القادمون من اوروبا الشرقية، فغالبا ما يرغمون على التسول او يدربون على السرقة. وحذرت الصحيفة من احتمال تزايد عددهم العام المقبل مع انضمام رومانيا وبلغاريا الى الاتحاد الاوروبي.

وقال متحدث باسم الشرطة في لندن، ان هناك «حاجة ماسة» لوضع استراتيجية وطنية للقضاء على المشكلة، مضيفا «ان من الصعب تصديق وجود هذا النوع من التجارة في بريطانيا، وفي القرن الـ21».

وسقدم وزارة الداخلية ردها على الورقة مع نهاية الشهر الحالي.