طهاة الجيش الألماني يضربون عن الطبخ

أقل انضباطا.. ونظام «المراتبية» يعاملهم كفئة دنيا

TT

رمى طباخو الجيش الألماني «قفازات الطبخ» بوجه وزارة الدفاع الألمانية وقرروا التوقف عن العمل بسبب «نظام المراتبية» العسكرية الذي يتيح التعامل مع الطباخين كفئة دنيا في الجيش الألماني. وقال بيتر دوسمان، رئيس شركة «دوسمان» التي تتولى الطبخ في معسكرات الجيش الألماني، إن المشكلة الرئيسية تكمن في نظام المراتبية، الذي يتهم الطهاة بأنهم أقل انضباطا من الجنود في الجيش.

وأطلق فرانز يوزيف يونغ، وزير الدفاع الألماني، نفير التقهقر عن قرارات خصخصة المؤسسات الخدمية في الجيش الألماني بسبب «الإنكسار على جبهة الطهاة». كما وجه الوزير برقية عاجلة إلى البرلمان الألماني يدعو فيه إلى انهاء «التحالف» مع شركة «دوسمان» وسحب عقود العمل مع شركة «غيب» التي تهتم بقضايا خياطة الأزياء العسكرية والكي وتوفير وسائط النقل الخاصة. وتعتبر عقود العمل مع شركتي «دوسمان» و«غيب» جزءا من خطط الوزارة لتخصيص مؤسساتها الخدمية بهدف تفريغ الجيش للمهمات القتالية وتحسين تسليح الجيش. ومعروف أن اكثر من 60% من المكلفين بالخدمة في الجيش يفضلون الخدمات المدنية التي يتيحها الدستور الألماني بديلا عن الخدمة المسلحة في المعسكرات.

ويعود اضراب طباخي «دوسمان» إلى مشاكل كثيرة ومتنوعة حسب رأي رئيس الشركة البافارية (جنوب). وخسرت الشركة في الأعوام الأخيرة اكثر من مليون يورو، كما تعرض طباخوها إلى الكثير من التعريض والإساءات. وأكد بيتر دوسمان أن الطباخين تعرضوا أيضا لتهم «السرقة» و«التخريب» والإفراط بالطبخ حد «ملء الصحون للجنود بالطعام وإلقاء الطعام الزائد في القمامة». وتتولى الشركة طبخ الطعام لنحو 5000 جندي في 14 مطبخا تعمل في معسكرات الجيش الألماني في بافاريا.

وانتقلت حرب المطابخ من الثكنات العسكرية إلى أروقة برلمان ميونخ (عاصمة بافاريا) بعد أن تقدمت الشركات المتضررة بشكوى تحريرية إلى الحكومة المحلية في بافاريا. وإذ عبر بيتر راسماور، من الحزب الاجتماعي المسيحي، عن سعادته «بنسف» المشاريع الفاشلة من أجندة الجيش الألماني، قال راينر شتينر، الخبير العسكري في الحزب الليبرالي، إن إدارة الجيش تحاول أن «تخصي» الشركات الخاصة العاملة مع وزارة الدفاع. واقترح غوناي كسكين، وهو نائب عن حزب الخضر من أصل تركي، أن تمنح عقود العمل في مطابخ الجيش الألماني إلى متعهدين اتراك.

وتسري بين الأتراك المقيمين في ألمانيا (2.5 مليون) مقولة «إن كسب معدة الألماني أسهل من كسب قلبه».