سميرة الفرنسيين طوال 30 عاما تحال على التقاعد

برنامج المذيعة ماشا بيرانجيه الليلي بدأ منذ عام 1977

TT

اتخذ المدير الجديد لإذاعة «فرانس أنتير»، إحدى كبريات محطات البث في فرنسا، قراراً مفاجئاً الأسبوع الماضي بوقف البرنامج الليلي الذي تقدمه ماشا بيرانجيه، 65 عاماً، ويبث يومياً على الهواء في بحر الأسبوع، منذ ربيع 1977.

وعلى امتداد السنوات الثلاثين الماضية تمكنت ماشا، وهي مغنية وممثلة موسمية سابقة، من احتلال مكانة لا ينافسها عليها أحد في قلوب مستمعيها. وكانت سميرة الآلاف من عمال الورديات الليلية وسائقي الشاحنات المستوحدين والمرضى المتأرقين والعشاق الذين يجافيهم الكرى وأهل المزاج الخاص ممن يعيشون عيشة الخفافيش ويقلبون الليل نهاراً. وكان برنامجها «آلو ماشا» يبدأ عند انتصاف الليل وينتهي عند الحادية والنصف، داعياً السهارى الى الاتصال المباشر وقول كل ما يخطر لهم على بال. وأثارت ماشا في برنامجها موضوعات جذابة وجريئة كثيرة كما كسرت محرمات لم يكن يتطرق اليها الفرنسيون علناً.

وتحول صوت ماشا الذي يعلوه صدأ التدخين الى واحد من أكثر الأصوات تميزاً في فرنسا، كما شكلت نبرتها الهامسة مدرسة في فن التواصل عبر الأثير، وكانت قادرة على فرش فسحة للبوح الذي يحتاجه مستمعون يبحثون عن اذن صاغية، كل ذلك وهي جالسة في ستوديو معتم وكلبها الصغير يتربع في حضنها.

وأثار اقصاء ماشا بيرانجيه عن الاذاعة استنكاراً بين زملائها وجمهورها العريض، وشكل فريق منهم لجنة لدعم استمرار البرنامج.

لكن المدير برّر قراره بأن أي برنامج معمر لا بد أن يتوقف في لحظة ما، وان التجديد سنة كل المحطات الناجحة.