يشهد جمهور التلفزيون الفرنسي مساء اليوم الاثنين ما يمكن اعتباره «ثورة صغيرة» في الحلقة الضيقة لكبار مقدمي نشرات الأخبار في القنوات الرئيسية. فلأول مرة يتولى تقديم نشرة الثامنة في القناة الاولى صحافي أسود هو هاري روزلماك. ويحل روزلماك، الذي يوصف بأنه مهني لامع، محل باتريك بوافر دارفور خلال فترة تمتع هذا الأخير بإجازة الصيف. وبوافر دارفور هو نجم الأخبار التلفزيونية المتربع على عرشه منذ ربع قرن. ويحلق روزلماك، 33 عاماً، رأسه بالكامل على طريقة لاعبي كرة القدم، وهو ليس بعيداً بأي حال عن عالم الرياضة، إذ يحمل الحزام الأسود في الجودو. وقد بدأ رحلة صعوده من خلال العمل في اذاعة فرنسا الدولية ومنها انتقل، العام الماضي، الى المحطة الاخبارية الفرنسية «إي تيلي» حيث كان يقدم نشرة الأخبار الرئيسية. وهو ينتمي الى تجمع يحمل اسم المفكر العربي «ابن رشد» من أهدافه توعية الفرنسيين حول مسألة التعددية الثقافية. وكانت القنوات التلفزيونية الكبرى تستند إلى حجة مصدر الدخل الاعلاني في استبعادها للمذيعين الملونين. ويزعم القائمون عليها أن المعلنين يفضلون المذيعين البيض والمذيعات الشقراوات لأنهم يعكسون أذواق عموم المشاهدين. لكن القناة الأولى قررت المجازفة والسباحة عكس التيار لكي تضرب المثل للسياسيين، حسبما قال المشرفون عليها، وتلفت النظر الى ضرورة أن تأخذ كل أطياف النسيج الاجتماعي الفرنسي حصتها من الظهور في مقدمة الصورة.