وفاة السوبرانو اليزابيث شوارتزكوبف

انتسابها للحزب النازي لم يقلل من اعتبارها «أعظم مغنية في أوروبا بعد الحرب»

TT

توفيت صباح أول من أمس، مغنية الأوبرا البريطانية الجنسية (الألمانية الأصل والمولد) اليزابيث شوارتزكوبف في مقر إقامتها بغرب النمسا في مدينة شرونس، التي اختارتها سكنا لها في سنواتها الأخيرة. ورحلت أهم مغنية سوبرانو في هدوء أثناء نومها، عن 90 عاما، كسبت خلالها شهرة لم تنلها أي مغنية سوبرانو أخرى في جيلها.

ويكاد النقاد الفنيون يجمعون على أن اليزابيث شوارتزكوبف تعد أعظم مغنية سوبرانو بعد الحرب العالمية الثانية. وقد وصفها الموسيقار هربرت فون كرايان (ابريل/ نيسان 1908 ـ يوليو/ تموز 1989) بأنها «أعظم وأهم مغنية في أوروبا».

بدأت شوارتزكوبف مسيرتها الفنية عام 1938 في برلين كمنشدة ناشئة في فرقة الأوبرا الألمانية. وفي تلك الفترة التحقت بالحزب الوطني الاشتراكي (النازي)، الأمر الذي عكر صفوها عندما كشفت عنه في عام 1983. وقالت إنها صارت عضوا فيه في 26 يناير (كانون الثاني) 1940. وقالت لصحيفة «نيويورك تايمز» حينها إن «كل أعضاء الأوبرا انتسبوا للحزب (...) لم نفكر في الأمر. قالوا انضموا، فانضممنا من دون التفكير في الأمر». وحدث أن وصفتها «نيويورك تايمز» بعد ذلك الاعتراف بأنها «نجمة الغناء النازية»، لكنها كانت تصر على أن انتسابها لذلك الحزب لم يكن من منطلق فكري أو سياسي. وأوضحت، حسب جريدة «الغارديان» البريطانية أمس، أن النازيين كانوا يهددونها بأنها إذا لم تنضم للحزب فإن عقدها مع الأوبرا لن يجدد.

وبعد برلين، كان أهم ظهور عالمي لها في 1947 حين شاركت للمرة الأولى في مهرجان سالزبورغ بدور «سوزان» في أوبرا «زواج فيغارو» لموتسارت بدعوة من كرايان. وقد غنت منذ ذلك التاريخ على أهم مسارح أوروبا، إلى أن تقاعدت في منتصف سبعينات القرن الماضي.