لصوص فرنسا يستهدفون أبراج الكاتدرائيات

يسيل لعابهم لبرج «إيفل» ليبيعوا حديده للمهربين

TT

لصوص هذه الأيام لا يجرون وراء الذهب والفضة، بل وراء المعادن التي ارتفعت قيمتها في أسواق التهريب بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. وإذا كان «حرامي بغداد» قد سحب العملات المعدنية من التداول وأذابها وباعها، عبر الحدود، الى تجار ومهربين في دول مجاورة، فإن لصوص باريس سطوا على أغطية فوهات المجاري وعلى أبراج الكاتدرائيات القديمة وبوابات الحدائق العامة وأسلاك الهاتف والسطوح التنكية والسكك الحديدية وحتى على أجران المعمودية في كنائس القرى البعيدة.

ونشرت صحيفة «فرانس سوار» في عددها الصادر أمس قائمة بالمواقع التي يسيل لها لعاب مهربي المعادن، وجاء برج «ايفل» في صدر القائمة باعتباره أبرز معالم باريس ويزن أكثر من سبعة آلاف طن من الحديد تقدّر قيمتها بحوالى أربعة ملايين دولار.

أما إذا عنّ للصوص أن يسطوا على سكك القطار السريع المتجه نحو شرق البلاد فإن حصيلتهم ستزيد على خمسين مليون دولار لأن السكك تزن 78 طناً من الحديد. وليست فرنسا هي البلد الوحيد الذي يعاني من هذا النوع من السرقات التي انتعشت بفضل الطلب الصيني الكبير على المعادن، ففي بلغاريا تواجه شركة السكك الحديد التي تشرف على خطوط تمتد بطول 4500 كيلومتر، مشكلة اختفاء السكك وتبددها التدريجي نتيجة تعرضها لما معدله أربع هجمات في اليوم الواحد. كما يهاجم اللصوص قاطرات الشحن التي تنقل النحاس والألمنيوم والنيكل والزنك وكل أنواع المعادن. وتتعقد المشكلة أكثر في بلدان مثل اوكرانيا والأرجنتين حيث لم تسلم حواجز الشرفات والتماثيل في الساحات العامة من هجمات اللصوص.

وحسب تقارير بورصة تجارة المعادن في لندن، أكبر سوق دولية للمعادن غير الحديدية، فإن أسعار النحاس تضاعفت ثلاث مرات منذ بداية هذا العام. وتضاعفت أسعار الألمنيوم مرتين. وتشجع هذه الأسعار عصابات السرقة على توسيع أعمالها بحيث شهد الاسبوع الماضي في فرنسا أكثر من عشر حوادث للسطو على المعادن وقعت في أنحاء متفرقة من البلاد.