دور السينما الصغيرة تقود «الثورة الرقمية» في عرض الأفلام

هدفها اقتطاع جزء من 165 مليون تذكرة سينما تباع سنويا في بريطانيا

TT

تحاول بعض شركات الترفيه البريطانية الصغيرة، خصوصا خارج العاصمة البريطانية لندن، استغلال دور العرض القديمة المهملة في المدن المختلفة لاستمالة اكبر عدد من الناس للذهاب للسينما وذلك من خلال تسخير التكنولوجيا الرقمية الحديثة الأقل تكلفة. وجاءت هذه المحاولات التي بدأ بها أول من أمس بعض رجال الأعمال الصغار لكسر الطوق الذي فرضته دور العرض السينمائي الكبيرة، مثل «اوديون» او «امباير» التي تملكها شركات استثمارية ضخمة، وكذلك الدور الذي تمليه المجمعات الترفيهية مثل «فيو» التي تحتوي على عدد من دور العرض وتتحكم في ما يمكن مشاهدته من أفلام من خلال تعاملها مع شركات الإنتاج والتوزيع الضخمة.

وبسبب توفر التكنولوجيا الرقمية، وبمساعدة من المجالس المحلية في المدن البريطانية و«مجلس أفلام المملكة المتحدة»، حول رجل الأعمال بول كوروكوران، من خلال منحة مالية قدمت له من «اليانصيب الوطني»، قاعة البلدية في مقاطعة كنت، في جنوب شرقي انجلترا، إلى دار عرض سينمائي، ستكون واحدة من 210 دور منتشرة في المدن المختلفة التي ستعطي الجمهور فرصة أفضل في اختيارهم للأفلام.

وستستعمل دور العرض المستقلة الأخرى، الموجود معظمها في العاصمة لندن، مثل دار كيرزون واليكتريك، التكنولوجيا الرقمية الحديثة لعرض أفلام أوروبية وأميركية تنتجها شركات مستقلة وكذلك أفلام أجنبية، لا تجد عادة من يعرضها سوى مهرجانات السينما مثل مهرجان لندن السنوي، والتي إن وجدت طريقها إلى دور العرض، بعد حصولها على جوائز عالمية، تعرض عادة في بعض الدور المستقلة في لندن لفترة وجيزة جدا. وقد وضعت مؤسسة اليانصيب الوطني شرطا لمنحتها وهو الاستمرار في عرض الأفلام المستقلة والأجنبية خلال السنين الأربع القادمة.

وتقود بريطانيا معظم دول العالم في مشاهدة الأفلام السينمائية خارج البيت، إذ بيعت أكثر من 165 مليون تذكرة سينما خلال عام 2005، ورغم هذا فإن ما يمكن مشاهدته محدود جدا، ويقتصر على الإنتاج الضخم لاستوديوهات هوليوود، والتي تعرض في أكثر من 300 دار عرض، مقارنة مع 17 دارا مستقلة تعرض الأفلام المستقلة والأجنبية والكلاسيكية القديمة والتسجيلية.

ويطمح القائمون على المشروع أن يزيد عدد الناس ممن يشاهدون هذا النوع من الأفلام من 11 مليون متفرج إلى 15 مليونا مع حلول عام 2011، خصوصا أن هناك إقبالا على هذه الأفلام، كما ذكر مجلس الأمم المتحدة للأفلام. ويضيف المجلس أن 13 فيلما مترجمة من الأجنبية، مثل فيلم «مذكرة قائد الدراجة» للبرازيلي والتر ساليس، جنت أكثر من مليون جنيه إسترليني خلال العام الماضي.

ويعتقد القائمون على المشروع أن التوزيع بالطريقة الرقمية أسهل وتكلفته اقل بخمسين في المائة من الطريقة المعتادة في التوزيع والعرض.