عامل منجم ألماني يعود إلى غانا ملكا

أوتابي الثالث هرب من الحرب الأهلية في بلاده قبل 27 عاما احتفظ خلالها بتاجه وصولجانه

TT

عمل فرانسيس ويتي في ألمانيا أكثر من عشرين سنة كعامل منجم، لكنه لم يفقد الأمل في أن يصبح ملكا في يوم من الأيام في بلده الأصلي، غانا. وكان يحتفظ بتاج ذهبي وخواتم مرصعة وصولجان في حقيبة صغيرة يخفيها في شقته المتواضعة في مدينة دويسبورغ (غرب). وأخيرا آن أوان إخراج «العدة الملوكية»، إذ أن فرانسيس ويتي تم إعلانه ملكا على مقاطعة «اووتو» التي يسكن فيها نحو مليون إنسان.

لبس الملك «نايي اغيمانغ ويتي اوتابي» الثالث، وهذا اسمه الأصلي، ملابس البلاط، واعتمر التاج، ورصع يده بالخواتم الثقيلة، وحمل الصولجان أمام كاميرات الصحافيين الألمان في دويسبورغ. ولم ينس أن يعلق القلب الذهبي على صدره لأنه بمثابة قسم على أن يوسع صدره للشعب. وابتسم للمصورين مازحا «صرت يورغن روتغرز أووتو»!! وروتغرز، من الحزب الديمقراطي المسيحي، هو رئيس وزراء ولاية الراين الشمالي، فيستفاليا، التي تعتبر أهم وأكبر ولاية ألمانية من ناحية السكان (20 مليونا). وعانق اوتابي الثالث بعدها رفاق عمله في المناجم مودعا، وتوجه إلى غانا حيث سيصبح ملكا محليا.

وهكذا انتقل الملك اوتابي الثالث من شقته المتواضعة (ثلاث غرف) في ألمانيا إلى غانا حيث ينتظره بلاط القبائل المحلية التي انتخبته ملكا عليها: ملابس فاخرة، وجبات ملوكية، احترام بلاطي، 6 حراس شخصيين، وعدد كبير من المساعدين والخدم. وقال قبل مغادرته: «إذا جاء أحد من الحاشية وطلب مني أن أسدد ديونه، فيجب علي كملك أن أفعل ذلك بسعة صدر». وصل فرانسيس ويتي، الذي يتحدر فعلا من عائلة ملكية في غانا، إلى ألمانيا قبل 27 سنة كلاجئ سياسي من الحرب الأهلية آنذاك في وسط غانا. وعمل في أعمق مناجم منطقة نهر الرور طوال عشرين سنة، وخصوصا في مناجم نيدربيغ في اويسكرشن ومناجم بروسبر في بورتروب. وتعرض في نهاية التسعينات إلى حادث كبير نتيجة انهيار في سقف أحد المناجم وخرج منه بكسور معقدة في الكتف والحوض. وأحيل مبكرا على التقاعد وتحول إلى شخص غير صالح للعمل، حسب تقدير أطباء العمل.

وتم اختيار فرانسيس للعرش بعد وفاة عمه الملك وتعذر الحكم على والده العجوز. وكان قرار مغادرة ألمانيا صعبا عليه لولا ضغط العائلة والقبيلة. ويقول إنه يفضل الحياة البسيطة والمتواضعة في دويسبورغ. ويخطط الملك «الألماني» في أفريقيا إلى فتح المدارس والمستشفيات وتطوير التعاون الاقتصادي مع ألمانيا. وخطط منذ الآن لفتح معهد لإعداد المعلمين بدعم من ولاية الراين الشمالي. وذكر أنه سيسن قوانين تحرم شرب الكحول أثناء قيادة السيارات ويبذل جهدا كبيرا لمحاربة الإيدز. وعلى أية حال فستسنح له الفرصة لزيارة بلده الثاني ألمانيا وقتما يشاء لأنه قرر الاحتفاظ بجنسيته الألمانية. لكنه لا يفضل الظهور بملابسه الملكية أمام رفاق عمله السابقين في المناجم.