وفاة العالم أحمد مستجير «أبي الهندسة الوراثية»

صاحب مشروع استنباط سلالات من القمح والأرز تتحمل الملوحة والجفاف

TT

توفي أمس في النمسا عن عمر يناهز الـ 72 عاما العالم المصري أحمد مستجير، المعروف بـ «أبي الهندسة الوراثية»، بعد تعرضه لانفجار في أحد شرايين المخ أثناء قضائه فترة إجازته السنوية بالنمسا الأسبوع الماضي. ويعد مستجير أحد أهم العلماء العرب في مجال الهندسة الوراثية. كما يعد مشروعه العلمي الكبير الذي أطلق عليه مشروع «زراعة الفقراء» واحدا من أهم إنجازاته، وهو المشروع الذي بدأ العمل فيه منذ عام 1989بمساعدة عدد من المتخصصين في مجال الزراعة لاستنباط سلالات من القمح والأرز تتحمل درجات عالية من الملوحة والجفاف، بهدف الاستفادة منها في زراعة الصحراء في الدول النامية. وكان مستجير عضوا في العديد من الهيئات العلمية والأدبية في داخل مصر وخارجها، من بينها الأكاديمية العالمية للعلوم والفنون بسان فرانسيسكو، واتحاد الكتاب العرب، ومجمع اللغة العربية، والجمعية المصرية لعلوم الإنتاج الحيواني. وألف عددا من الكتب التي تعد رائدة في مجال علم الوراثة والإنتاج الحيواني والزراعي، ومنها كتاب «النواحي التطبيقية في تحسين الحيوان والدواجن» و«الهندسة الوراثية»، بالإضافة الي ترجمة العديد من الكتب العلمية في هذا المجال. كما اشتهر بحب الأدب والشعر حتى أنه ألف ديوانين هما «عزف ناي قديم» و«هل ترجع أسراب البط».

ولد الدكتور أحمد مستجير في ديسمبر (كانون الأول) 1934 بقرية الصلاحات في محافظة الدقهلية بشمال مصر. وعشق دراسة علم البيولوجيا منذ دراسته في المرحلة الثانوية فقرر الالتحاق بكلية الزراعة. وتخصص في دراسة علم الوراثة بها وتخرج من الجامعة في عام 1954، وعمل كمهندس زراعي لمدة 55 يوما فقط، قدم استقالته بعدها من وزارة الزراعة عندما طلب منه معاملة الفلاحين بقسوة حتي يؤدوا أعمالهم كما ينبغي. وهو الأمر الذي علق عليه بالقول «لم أستطع التنازل عن إنسانيتي مقابل الوظيفة». ثم التحق بالعمل في المركز القومي للبحوث وواصل دراساته حتي حصل على درجة الماجستير في تربية الدواجن من كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1958 وعين بها كمعيد عقب حصوله علي درجته العلمية. وفي عام 1960راسل عالم الوراثة البريطاني الشهير، آلان روبرتسون، وطلب منه المساعدة في الحصول على منحة دراسية في معهد الوراثة بجامعة أدنبره ببريطانيا وهو ما حدث بالفعل. وفي عام 1961 حصل على دبلوم وراثة الحيوان بامتياز من المعهد. وكانت المرة الأولى التي يحصل فيها طالب بالمعهد على هذا التقدير.