جزائري يقتحم بسيارة مسروقة موكب رئيس وزراء فرنسا

ساركوزي أعفاه من الطرد خارج البلاد لأنه أب لستة أطفال

TT

اضطر رجال الحماية المكلفون مرافقة رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الى إطلاق ثلاثة عيارات نارية لإجبار سائق على التوقف بعد أن اقتحم بسيارته مكانا كان به دو فيلبان وأربعة من وزرائه في بلدة سالانش، شرق فرنسا، أول من أمس. وتبين أن السائق، وهو مهاجر جزائري، ذو سجل معروف للشرطة، يدعى شريف بوشلالق، كان يقود سيارة من نوع «بي.إم.دبليو» سرقها في صباح اليوم نفسه. ولم يكن يتوقع أن الأشخاص الموجودين في الشارع هم من رجال الأمن الذين يرتدون الزي المدني. وبعد وقوع السيارة في الفخ ترجل السائق وركض هاربا. لكن الشرطة تمكنت من القبض عليه.

وكشف التحقيق مع بوشلالق انعدام أي خلفية سياسية لما قام به، فقد قاده سوء حظه الى اعتراض الحاجز الأمني في المنطقة التي كان دوفيلبان يتناول فيها الغداء مع مضيفيه، وهو لم يكن يقصد عرقلة موكب رئيس الوزراء، لأنه لم يكن يعرف أصلاً بوجوده في المنطقة. كما كشف التحقيق عن مفاجأة ليست في الحسبان، هي أن بوشلالق نفسه كان حديث وسائل الاعلام في خريف 2002 عندما أعفاه وزير الداخلية نيكولا ساركوزي من العقاب المضاعف، لأسباب انسانية. ولم يطبق عليه القانون الذي ينص على تسفير الجاني المتكرر الإدانة الى بلده الأصلي بعد انهائه عقوبة السجن في فرنسا. وجاء اعفاء بوشلالق لأنه غادر الجزائر في سن الحادية عشرة وأمضى جل حياته في فرنسا ولأن طرده سيفرق شمل أسرته المؤلفة من زوجة فرنسية وستة أطفال.

وفي كتاب المذكرات الذي أصدره وزير الداخلية مطلع هذا الشهر خصص ساركوزي، المعروف عنه الصرامة، أربع صفحات لقضية بوشلالق قائلاً، إنها القضية التي دعته الى اعادة النظر في العقاب المضاعف واكتشاف حقائق اجتماعية كانت غائبة عنه. وكان عدد من السياسيين والمثقفين قد تضامنوا مع المهاجر الجزائري ضد طرده من فرنسا، بينهم وزير الثقافة الاشتراكي السابق جاك لانغ والمخرج برتران تافيرنييه. وقد جرى استبدال الطرد بالإقامة الجبرية في منطقة سالانش.

ويبلغ بوشلالق اليوم السادسة والثلاثين من العمر، وسبق أن أدين في سبع جنح خلال السنوات الخمسة عشرة الأخيرة، تتراوح ما بين السطو والسرقة مع العنف وتعاطي المخدرات والقيادة في حالة سكر. ولم تعلق أوساط وزير الداخلية على الحادث الأخير.