رئيس بلدية مدريد يمنع عرض مسرحية عن مقتل لوركا

بسبب تصريحات لكاتبها ينتقد فيها إسبانيا إبان الحرب الأهلية

TT

أصدر رئيس بلدية العاصمة الإسبانية مدريد، البرتو رويث غاياردون، أمرا يقضي بمنع عرض مسرحية «كلهم كانوا لوركا» للكاتب والمخرج بيبي روبيانيس التي تدور حول مقتل الكاتب والشاعر الإسباني فدريكو غارثيا لوركا (1898 ـ 1936) على (المسرح الإسباني) التابع للبلدية وذلك بسبب تصريحات كان قد أدلى بها الكاتب روبيانيس، قبل فترة، انتقد فيها إسبانيا إبان الحرب الأهلية (1936 ـ 1939). إلا أن الكاتب عاد وصرح بأن آراءه قد فهمت خطأ، إذ انه انتقد إسبانيا في عصر لوركا، وقال «إنني قصدت إسبانيا التي قتلت لوركا والتي تركت الشاعر انتونيو ماتشادو يموت حزنا وألما، وسمحت بموت الشاعر ميغيل ارناندث في السجن». وأضاف «لم أتعرض لإسبانيا الديمقراطية وإنما لإسبانيا السوداء.. إسبانيا الحرب الأهلية التي ملأت البلاد بالمقابر الجماعية وتركتنا في الظل سنين طويلة». وأضاف «أريد أنإ أؤكد أن إسبانيا الديمقراطية الدستورية التي تنشد التقدم والتي انتمي إليهاإإإ، تستحق كل احترام وافتخار».

لكن التصريحات الأخيرة للكاتب روبيانيس لم تثن رئيس بلدية مدريد عن قراره الذي أدى إلى امتعاض واستياء الكثيرين، ووضع مدير «المسرح الإسباني» ماريو غراس، في موضع حرج، ذلك أن المسرح الإسباني هو المكان الذي كان مقررا أن تعرض فيه المسرحية، وهو مؤسسة تابعة لبلدية مدريد، ومع ذلك فقد أعرب المدير عن أسفه لصدور هذا القرار ووصف المسرحية بأنها «مسرحية مهمة جدا ورائعة وعميقة ومتماسكة».

وقد اعترضت نقابة اللجان العمالية على قرار المنع، واقترحت عرض المسرحية في قاعتها بمدريد أيام 28 و29 و30 من هذا الشهر. وجاء في بيان النقابة أنها «لا تدافع عن رأي الكاتب ولا تحاول حمايته، وإنما تدافع عن فكرة انه لا يجوز للغة التهديد أو العنف أن تقرر مصير الثقافة في المسرح، لا في مدريد ولا في أية مدينة أخرى». وأضاف البيان أن «حرية التعبير لا يمكن أن تكون محل نقاش حتى لو استعملت بشكل سيئ، ليس فقط من قبل الكاتب روبيانيس وإنما من قبل أولئك الذين ينتقدونه أيضا».

معلوم أن المسرحية تدور حول مقتل الشاعر لوركا، معتمدة نصوص لوركا وما كتب عنه خاصة من قبل مؤلفين معروفين بدراساتهم العميقة حول حياة ومقتل الشاعر الإسباني، أمثال ايان جيبسون وادواردو مولينا وخوسيه لويس بيلا.