اتفاق بين حكومة مدريد ودار «ثيبيليس» لمواصلة عروض الأزياء

TT

بعد الضجة الإعلامية الكبيرة التي حدثت في إسبانيا في العام الماضي عندما نشرت وسائل الإعلام مشاهد لعارضات الأزياء وهن يتربعن على الأرض تعبا، وعلقت الصحافة على تلك الصور بان العارضات تحولن إلى مرضى لنحافتهن المفرطة، وباتت الظاهرة تقلق الكثير من الآباء والتربويين، دارت مناقشات طويلة بين الأطباء والمربين ومسؤولي دور الأزياء أخيرا لمحاولة التوصل إلى صيغة للحد من تشجيع فكرة النحافة غير الطبيعية التي أخذت تسيطر على فكر المراهقات. وقد توصلت حكومة مدريد المحلية مع دار «ثيبيليس»، وهي اكبر دار لعرض الأزياء في العاصمة الإسبانية لوضع قواعد صحية في قبول عارضات الأزياء. وبموجب التعليمات الجديدة تم استبعاد 30% من عارضات الأزياء بسبب نحافتهن في عرض الموسم الجديد الذي يبدأ بعد غد (الاثنين).

وعلق مسؤول تصميم الأزياء في دار ثيبيليس، خسوس ديل بوثو بالقول «إن القواعد الجديدة ستؤثر على سوق عرض الأزياء، ولكننا مستعدون لهذه التضحية كي نقدم مثلا للآخرين، وبات جميع المصممين مقتنعين الآن بأن النحافة المفرطة مضرة بالصحة».

ومن ضمن القواعد الجديدة أن لا يقل عمر العارضة عن 18 سنة، وان لا يقل وزنها عن 56 كيلوغراما إذا كانت بطول 1.75 متر، بينما قبلت فتيات في العام الماضي وبنفس الطول بوزن 45 كيلوغراما.

وقالت الدكتورة سوسن مونيرو التي شاركت في المباحثات عن جانب الحكومة المحلية في مدريد «إن الرغبة في النحافة لا تشكل فقط خطرا آنيا على الفتاة، وإنما ستترك فيها أمراضا عديدة مع مرور الزمن».

وأبدت مديرة دار ثيبيليس، ليونور بيريث، استعدادها لمزيد من التعاون من اجل عدم انجرار المراهقات وراء النحافة المفرطة، وقالت «نحن لا نريد من الفتيات أن يتخذن من عارضات الأزياء مثلا أعلى لهن». وقالت الدكتورة كارمن غوميث مسؤولة قسم التغذية في مستشفى لاباث في مدريد «إن شعار (أريد أن يكون جسمي مثل جسم عارضة الأزياء)، أخذت تردده كثير من الفتيات، وهذه فكرة غير صحيحة وغير سليمة».

وفي لندن طالبت تيس جويل وزيرة الثقافة البريطانية دور الأزياء المشاركة في أسبوع لندن للموضة، الذي يبدأ هذا الأسبوع، بمنع العارضات النحيفات من منصات العرض أسوة بما قام به أسبوع مدريد للموضة في الأسبوع الماضي. ورغم أن منظمي العرض رفضوا دعوة الوزيرة، فإنهم قرروا إلغاء الحملة الدعائية التصويرية التي تسبق العروض لتجنب المزيد من المطالب. وقال المجلس البريطاني للأزياء، حسب وكالة «أسوشييتد برس» أمس، إنه لا يتدخل أو يعلق على رؤية المصمم أو أزيائه.

وكانت جويل قد أدلت بتصريح قالت فيه «إنني اثني على قرار مدريد بمنع العارضات الشديدات النحافة وأطالب أسبوع لندن للموضة باتباع نفس الخطى». وأضافت أن صناعة الأزياء تكرس صورة العارضة «العصا»، وهو ما يضر الفتيات الصغيرات اللاتي يحلمن بقوام عارضات الأزياء، معتبرة أن الإفراط في النحافة يعتبر حالة مرضية.