السياسة والاقتصاد سبب صداع اللبنانيين المزمن

TT

ظاهرة الاصابة بالصداع تتفشى في صفوف اللبنانيين، واذا قابلت احدهم في مكتبه او بيته او حتى على الطريق بادرك بعبارة «اخ يا رأسي». والصداع شبه المزمن التي يستبد بالرؤوس اسفر عن استهلاك مذهل للمسكنات، فقد اظهرت الاحصاءات ان اللبنانيين يستهلكون في العام الواحد حوالى عشرة ملايين علبة مسكن للاوجاع، ولاسيما اوجاع الرأس.

ويؤكد اختصاصي الصحة العامة الطبيب ميشال خوري ان ثلاثة من كل عشرة مرضى، يدخلون عيادته يومياً، يعانون من الصداع ولا يعرفون سبب ذلك. ويوضح خوري ان النساء معرضات بشكل اكبر لهذه الظاهرة بسبب الاضطرابات الهورمونية التي يتأثرن بها.

وتشير دراسة حديثة اصدرتها وزارة الصحة في لبنان واعتمدتها نقابة الصيادلة الى ان نسبة مصروف اللبنانيين في صنف دواء واحد معروف يسكن للآلام يصل الى خمسة ملايين ونصف المليون علبة سنوياً، اي ما يعادل الـ 15.68 الف علبة في اليوم الواحد.

ويبدو ان اسباب اوجاع الرأس لدى اللبناني غير واضحة اجمالاً، لأنه قد يشعر بها في اي لحظة من يومه، قبل النوم او بعده، عند تناول الطعام وفي المساء او عند الصباح.

وتقول جورجيت الطويل، وهي ربة منزل في العقد السادس من عمرها: «اصبح وجع الرأس من الطقوس اليومية، افتقده لدى غيابه عني».

وتتنوع سبل التخلص من اوجاع الرأس بين شخص وآخر، فهناك من يلجأ الى عصب عينيه بقطعة قماش سوداء ويستلقي لمدة من الوقت، بينما يقوم آخر بوضع قطع من الثلج لمدة 15 دقيقة على الصدغ فيشعر بالارتياح، فيما يطلب البعض من زميل او قريب بالضغط على منطقة الاكتاف وفركها لعل الألم يعود الى تشنج احدى عضلات الظهر، مما يؤثر مباشرة على الرأس.

ويشير محمود موسى، وهو مدير شركة انتاج فنية، ان آلام الرأس التي يعاني منها معظم اللبنانيين سببها الحالة الاقتصادية الراكدة والاخبار السياسية عامة، اما نصيحة موسى للتخلص من هذه الآلام فهي عدم الاستماع للاغاني الهابطة لأنها تسبب الصداع ايضاً. وتعاني شريحة من اللبنانيين من آلام الرأس المزمنة، قسم من اللبنانيين من آلام مفاجئة لا تحتمل تعرف بـ«داء الشقيقة»، اسبابها عديدة وتتوارثها الاجيال كما يؤكد الاطباء.

ويلفت الاختصاصي الاجتماعي نسيم بركات الى ان اللبناني يشغل نفسه بأمور كثيرة، خاصة الاخبار السياسية، بينما المطلوب تحديد حجم الانشغالات، لذلك فان تكدس الضغوط الحياتية وانعكاسها على افكاره المشوشة مسبقاً تسبب له الصداع، ويضيف: «لقد اصبح المجتمع اللبناني مجتمعاً مصاباً «بآلام الرأس»، مما جعل اللبناني ينزوي في منزله ويبتعد أكثر عن الناس».