«أطفال الثلج» ولدوا بمنطقة ألمانية.. بفضل انقطاع الكهرباء

أعلى نسبة ولادات في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية

TT

تسود في منطقة «مونسترلاند»، بغرب ألمانيا، أدنى نسب الولادة في البلاد، بل تكاد تخلو بعض قراها من رياض الأطفال والمدارس بسبب عزوف سكانها عن التناسل. لكن المنطقة سجلت في سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلى نسبة ولادات في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية، بفضل انقطاع التيار الكهربائي في نهاية العام الماضي، وتوفر «ليالي الشموع» الرومانسية التي حفزت الناس على ان يكونوا اكثر «رومانسية» وإقبالا على بعضهم.

وتحدثت إحصائية المنطقة عن اكثر من 380 ولادة تمت في فترات متقاربة من شهر سبتمبر(أيلول). ويعود توقيت الإخصاب بالضبط، حسب معطيات مستشفيات الولادة في المنطقة، إلى فترة 22-27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، التي شهدت انقطاع الكهرباء عن 250 ألف إنسان يعيشون في مدن غريفن وشتادتلون وكويسفيلد وبوركن وآهاوس وغيرها. وتوقعت إلكا ايكنغ، التي تعمل مولدة في مدينة كويسفيلد، المزيد من الولادات «المتأخرة» في الأيام الأولى من شهر اكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وكما هو معروف، فقد سقط الثلج في المنطقة في شتاء العام المنصرم بكثافة عرقلت الطرق والسكك الحديد وقطعت المنطقة عن الاتصالات. وغطت الثلوج نحو 80 برجا لنقل الكهرباء يرتفع الواحد منها نحو 30 مترا عن الأرض. وسجلت شركة REW للطاقة، المسؤولة عن تزويد منطقة مونسترلاند، بالكهرباء، 380 طفلا ولدوا في سبتمبر في سجل «أطفال الثلج». وذكر متحدث رسمي أن الشركة منحت 300 يورو هدية لكل طفل جاء إلى الحياة، بسبب عجز الشركة عن توفير الكهرباء للمنطقة في نوفمبر 2005. ويحلو لأهالي الأطفال أن يطلقوا على «أطفال الثلج» اسم أطفال «الظلام» اعترافا بدور الظلام في حدوث حالات الحمل. وقالت غودرون فراهلنغ، من دائرة شباب مدينة «شتاينفورت»: انقطاع التيار الكهربائي علمنا أن للظلام جانبا منيرا أيضا.

ويعترف غابرييل وكريستينا كرايمر، من مدينة جريفن، بأنهما كانا متخاصمين، ولكن هبوط الظلام تركهما أكثر هدوءا. وأدت أضواء الشموع، والهدوء، بسبب انقطاع التلفزيون والراديو، إلى تحسين الأجواء بينهما، ووفرت لهما فرصا أكبر للتصالح والعودة إلى حياتهما الطبيعية، التي أثمرت وليدهما «يبي». ويمزح اولاف وكلاوديا هيرتسفيلد، من مدينة روزندال، بالقول إن الحظ باغتهما عدة مرات؛ مرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي في نوفمبر 2005 ومرة بسبب حصولهما على توأم في سبتمبر الماضي.

وثمة وضع مشابه حصل في نيويورك يوم 23 يوليو (تموز) 1977، حينما ضربت الصواعق المحول الرئيسي للكهرباء في المدينة، متسببة بانقطاع التيار الكهربائي لمدة 25 ساعة، فارتفعت نسبة الولادات في نيويورك بعد 9 أشهر 300%.