فنان ألماني يبحث أثر المقطوعات الكلاسيكية على جذور الطماطم وحبّاتها وصبغتها

مقتنع بأن موسيقى البوب تضرها

TT

يتحدث محبو النباتات بطيبة خاطر إلى نباتاتهم عن قناعة بأن «مناجاة» الزهور ستعجل بتفتحها وتزيد من عطرها. ويعمد بعضهم لمسح الغبار عن الأوراق بحركات تقترب من «المساج الطبيعي»، ويعزف لها آخرون على الكمان، وهم على اعتقاد بأن النباتات تحب الموسيقى وتحس بها. فهل تعرف «الزهور كيف تتكلم بين الحبايب»، كما يغني زكريا أحمد؟ وهل تنتعش النباتات وتزهر بسماع الموسيقى؟ ذلك ما يحاول الفنان الألماني فرانك بورش معرفته من خلال الكشف مختبريا عن تأثير الموسيقى على نمو النباتات.

وأقام الفنان في مدينة كولون، بغرب ألمانيا، ثلاثة حقول منعزلة عن بعضها لزراعة الطماطم، ووفر لها شروطا متماثلة من ناحية الشمس والماء والأوكسجين والسماد الطبيعي. إلا أنه، وبغرض معرفة تأثير الموسيقى الكلاسيكية على نمو الطماطم، وفر لكل حقل «سمادا موسيقيا» مختلفا. وهكذا ستتمتع طماطم بورش في الحقل الأول طوال شهر اكتوبر (تشرين الأول) إلى موسيقى موتسارت، وإلى موسيقى فيفالدي في الحقل الثاني، وترك الحقل الثالث ينمو دون موسيقى (حقل مقارنة).ورفض بورش بإصرار تجربة دور موسيقى البوب على الطماطم، مشيرا إلى ان تأثيرها سيكون سيئا على كافة النباتات. وعبر عن قناعته بأن الطماطم التي ستستمع إلى موسيقى الهارد روك وأغاني «رولنغ ستونز» ستبقى خضراء وتجف تحت الشمس. وتم تكليف طالبة معروفة من معهد الموسيقى العالي في جامعة كولون، وهي التركية نينا كوكسلان، بالاشراف على «تسميد» النباتات بالموسيقى ليل نهار باستخدام جهاز تسجيل «ستيريو» كبير.

وينوي بورش معرفة تأثير الموسيقى الكلاسيكية على الطماطم من الأعلى والأسفل، بمعنى تأثيرها على الجذور وعلى حبات البندورة. ولهذا فقد عمد على طمر مكبرات صغيرة للصوت في التربة بالقرب من جذور الطماطم بهدف ايصال «النسغ الموسيقي» إليها.

وهذه ليست المرة الأولى التي تجري فيها دراسة تأثير الموسيقى الكلاسيكية على الزهور، إلا أن بورش هو أول من يجربها على الطماطم لأغراض ثقافية وعلمية وتجارية بالطبع. فالتجربة تجري لصالح إحدى شركات زراعة وإنتاج الطماطم بغرض الكشف عن أفضل طرق تطوير زراعتها وزيادة غلتها وتحسين المواد المفيدة فيها، وخصوصا صبغة الكاروتين الحمراء المضادة للمواد المسببة للسرطان.وسبق لمختبر «يوليش» الألماني للدراسات النباتية أن أجرى دراسة على نمو زهرة الشمس بتأثير مقطوعات مثل «مشاهد الغابة» لروبرت شومان و«فالس الوردة» لتشايكوفسكي و«رقصة الزهور» لماكس فون شيلينغ. وأثبت المختبر علميا أن عملية التركيب الضوئي كانت أفضل بكثير في زهور الشمس التي استمعت إلى الموسيقى الكلاسيكية بالمقارنة مع الزهور التي استمعت إلى موسيقى الروك، أو مقارنة بتلك التي لم تحرك سيقانها على أي ايقاع.