عرض فيلم فرنسي عن الجزائريين «الحركيين»

أغلبهم التحق بجيش المستعمر بسبب الجهل والفقر

TT

تعرض القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي، مساء غد، فيلماً روائياً يتناول قضية تلك الطائفة من الجزائريين المقيمين في فرنسا ممن تطلق عليهم تسمية الحركيين. و«الحركيون» هم المجندون الذين انضموا الى الجيش الفرنسي وقاتلوا ضد جبهة التحرير الوطني في حرب الجزائر.

وفي حين تنظر الجزائر الى الحركيين باعتبارهم خونة تعاونوا مع الاستعمار، فإن فرنسا لم تحسن رد الجميل لهم بل عاملتهم أسوأ معاملة وكدستهم في معسكرات بدائية، وأهملت أبناءهم الى الحد الذي دفع هؤلاء الى سلسلة من الاحتجاجات والاضراب عن الطعام لرفع الغبن الواقع عليهم.

والفيلم، الذي يقوم ببطولته كل من الممثل الجزائري الأصل سماعين والممثلة الشابة ليلى بختي، مأخوذ عن رواية للصحافية دليلة كرشوش بعنوان «أبي، هذا الحركي». وهي الرواية التي لفتت الانتباه عند صدورها قبل ثلاثة أعوام عن منشورات «سوي»، احدى أهم دور النشر في باريس. والرواية تكاد تكون السيرة الذاتية لمؤلفتها، وهي تتحدث عن مأساة الشابة ليلى التي تثور على المصير التعيس لأبيها الحركي، وترفض أن ترث العار الذي يجلله ويجلل 100 ألف من الحركيين، الذين التحق أغلبهم بالجيش الفرنسي بسبب الجهل وطلب لقمة العيش.

يذكر أن باريس شهدت في العاشر من يناير عام 2004 أكبر مظاهرة لنساء وبنات «الحركيين»، اللواتي يطالبن الدولة الفرنسية بالاعتراف، رسميا، بمسؤوليتها عن إهمال مصيرهم طوال السنوات الاربعين الماضية. وانتقل الآلاف من «الحركيين» مع عائلاتهم للإقامة في فرنسا بعد حصول الجزائر على استقلالها، في حين اقتصت جبهة التحرير الوطني من آلاف أخرى منهم. ولقي الحركيون وعائلاتهم معاملة مهينة في فرنسا، اذ زجت السلطات بهم في معسكرات فقيرة، وتفشت البطالة في اوساطهم، وكان عليهم الانتظار حتى عام 1974 لحين قبول الدولة باعتبارهم من «المحاربين القدامى».