جرت العادة في العديد من القرى والمدن الاسبانية، اقامة احتفالات ترفيهية وسياحية سنوية باسم «مسلمون ومسيحيون»، يشارك فيها ممثلون في فرقتين فنيتين بملابس تاريخية ملونة وجذابة لتمثيل بعض الوقائع والاحداث التاريخية بين المسلمين والمسيحيين في اسبانيا، من تعايش وصراع تنتهي بانتصار الاسبان. وفي هذا العام دعيت اسبانيا للاشتراك في مهرجان الشعوب الاسبانية الذي اقيم امس (الاحد) في نيويورك. ووقع الاختيار على فرقة مدينة الكوي التابعة لمحافظة بلنسية (شرق) لتمثيل اسبانيا في احتفالات نيويورك.
ولكن الذي سيشارك هو القسم الذي يمثل جانب المسيحيين دون القسم الذي يمثل المسلمين. وحسب الرواية الشعبية، فإن احتفالات «مسلمون ومسيحيون» التي تجري سنويا في مدينة الكوي تخلد المعركة التي وقعت بين الطرفين حول هذه المدينة وانتصر فيها الاسبان عام 1276م.
وسبب اشتراك جانب المسيحيين فقط، كما اعلن، هو ان الفرقة يجب ان تكون موحدة في شكلها وموسيقاها وبعدد محدود. وذكر خابيير موراليس، مسؤول الاحتفالات ان عدد الموسيقيين هو سبعون موسيقيا، واذا اشترك الجانب الذي يمثل المسلمين فسيكون العدد 120 موسيقيا، وهو عدد كبير».
من جهة اخرى، فإن المسلمين في اسبانيا غير متفقين تماما حول هذه الاحتفالات، فقد طالب الاحد المسؤولين في الجمعية الاسلامية في مدينة ملقة بضرورة ايقاف مثل هذه الاحتفالات، وذلك لأنه «ليس لها مكان في اسبانيا الديمقراطية». وتساءل «اي رد فعل سيحدث اذا ما اقيمت احتفالات بذكرى انتصار جيش الجنرال فرانكو».
بينما اعلن احد المسؤولين في الجمعية الاسلامية بمدينة غرناطة انه لا يعارض اقامة مثل هذه الاحتفالات اذا لم تجرح مشاعر المسلمين.
يشار الى ان هذه الاحتفالات تجري في العديد من القرى والمدن الاسبانية خاصة في بلنسية واليكانتي وغرناطة والمرية وخايين.