يمثل ألماني، عمره 56 سنة، أمام القضاء بتهمة ابتزاز عجوزين وتهديدهما بدعوى أنه «يهودي» تعرض إلى اضطهادهما كنازيين خلال الحرب العالمية الثانية. وذكرت النيابة العامة في مدينة بينزبيرغ، أن التحقيق الأولي أثبت أن الرجل «ليس يهوديا ولم يدخل معسكرات الاعتقال النازية مرة، كما أنه لم يثبت للقضاء وجود ماض نازي للعجوزين». وكشفت التحقيقات أن «اليهودي» المزيف ابتز مبلغ 18700 يورو من العجوزين، قبل أن تعرف ابنتهما بالأمر وتتصل بالشرطة.
وادعى تيري ف. أنه كان سجينا في معسكر «بوخنوالد» النازي، الذي كان يضم أكثر من 100 ألف معتقل. واستطاع الرجل إيهام الزوجين العجوزين، 85 و 80 سنة، بأنهما مسؤولان مباشرة عن العذاب الذي تعرض له في «بوخنوالد» بين 1940 ـ 1945 لأنهما «عملا في إطار القوات المشرفة على معسكر الاعتقال». وواضح أن عمر الرجل لا يؤهله للإدعاء بأنه كان في معسكر اعتقال نازي قبل 56 سنة، إلا أن العجوزين لم يلاحظا ذلك وسمحا له بابتزازهما. ويبدو أن تيري ف. انتقل إلى الحي الذي يعيش فيه العجوزان في بينزبيرغ قبل سبعة أشهر وسكن في شقة ملاصقة لبيت العجوزين. وعرفت الابنة بقضية المبالغ المبتزة بعد أن لاحظت نقصان مبالغ مالية كبيرة من الحساب، إذ أنها تملك توكيلا لمراجعة حساب والديها.
واختفى الرجل من شقته بعد افتضاح أمره، إلا أن سكان دار المسنين القريب سجلوا رقم سيارته وسلموه إلى الشرطة. وخلال التحقيق، رفض الرجل أن يوصف بالـ«مجرم» أو «المبتز». وقال انه كان «يدبر حاله» فقط، ويعتبر نفسه «قاضي ضمائر».