21% من الألمان يسرقون من مكاتبهم

«خفاف الأصابع» أغلبهم من الغربيين.. رغم أن رواتبهم أعلى

TT

ثمة نكتة ألمانية تقول: لماذا يسرق الروسي دائما سيارتين في ألمانيا؟ والجواب: لأن عليه تمريرهما عبر الأراضي البولندية، حيث سيسرق منه البولنديون واحدة. ثم تقول: ولماذا يسرق الألماني قلمين دائما من مكتب الشركة؟ والجواب لأنه سيترك واحدا منهما في سيارته التي سيسرقها نفس الروسي! وقد لا يحاسب القانون الألماني الموظفين على «التصرف» بممتلكات مكاتب الدولة والشركات، لكنه يحاسب بالتأكيد على سرقة السيارات، بل إن الشرطة نفسها تعاني من زيادة «استهلاك» القرطاسية في مكاتبها ومراكزها. وأعلن آخيم ثيل، رئيس شرطة هانوفر أول من أمس، عن إجراءات تقشف مشددة للحد من الظاهرة، التي صارت ترهق ميزانية وزارة الداخلية. وطبيعي فإنه حينما تكون «أصابع القانون» طويلة تصبح أيادي الموظفين الصغار أطول وأجرأ؛ فالسرقات الصغيرة، التي تتراوح بين سرقة الأقلام والورق والأحبار والسوفت وير والكابلات، أصبحت من الأسباب الرئيسية لظاهرة «تبخر القرطاسية» في المكاتب الألمانية.

ويشير استطلاع للرأي أجراه معهد أبحاث الاستهلاك الألماني الى أن 21% من الموظفين اعترفوا بأنهم قد سرقوا أشياء من مكاتبهم لمرة واحدة في الأقل. ويتفوق الرجال على النساء في ظاهرة الاستيلاء على محتويات المكاتب، إذ اعترف 24% من الرجال بالسرقة مقابل 18% من النساء.

ورغم أن رواتب موظفي الشركات أعلى من رواتب موظفي الدولة، إلا أن الأخيرين أثبتوا نزاهة مكتبية أكبر. واعترف 23% من موظفي الشركات بامتداد أياديهم إلى محتويات المكاتب مقابل 8% فقط بين موظفي الدولة. واعتبر 15% من ممارسي السرقات «البيضاء» انهم لا يعتبرون ما يفعلونه إجراميا أو لا أخلاقيا.

وكان موظفو ولايتي راينلاند بفالز(4 ملايين) وزارلاند (مليون) في مقدمة لصوص المكاتب بنسبة 35%، تليهما ولاية برلين (3.5 مليون) 26% وبادن فروتمبيرغ 26% (10.5 مليون). وجاءت ولايات مكلنبورغ فوربومرن وزاكسن أنهالت وبراندنبورغ، وكلها ولايات شرقية، في ذيل القائمة، لتؤكد أن الغربيين يسرقون أكثر رغم ان رواتبهم أعلى.

والمعتقد أن القانون الألماني، الذي يتيح للشركات إنزال قيمة مواد المكاتب من الضرائب، هو سبب استسهال الموظفين للسرقة. لكن البروفيسورة فرانسيسكا تاشان، استاذة علم النفس في جامعة نويشاتل، ترى ان السرقات من المكاتب تعبير عن عدم الارتياح لشروط العمل، مثل انخفاض الرواتب وشدة العمل وقلة الإجازات والمكافآت. وسبق لاستطلاع رأي أجرته مجلة «دير شبيغل» أن أشار إلى أن سرقات المكاتب يمارسها 10% من الموظفين الناقمين على مديريهم.