عازف السنطور باهر الرجب يرسم «شجرة سلالم الموسيقى العربية»

TT

صدر للباحث العراقي باهر هاشم الرجب وولده الفنان رامي الرجب كتاب فريد من نوعه بعنوان «شجرة سلالم الموسيقى العربية».

وتأتي أهمية هذا الكتاب من أنه يتناول الموسيقى العربية بالشكل العلمي المحسوب والدقيق وهو بذلك يختلف عن الكتب التي تتناول، في غالبيتها، تاريخ الموسيقى العربية وبعض النظريات الموروثة.

ويقول الرجب في حديث خص به «يوميات الشرق» إن القارئ يجد في الكتاب نظريات وقواعد علمية جديدة ويكتشف سلالم موسيقية عربية غير معروف، منها «الجوهرة الموسيقية» التي هي نظام دقيق مبتكر، الغرض منه استخراج دليل السلالم العربية، وهي سلالم لا تتماشى ونظام دليل السلالم الأوروبية.

ويرى المؤلف أن تدوين الموسيقى العربية يواجه مجموعة مشكلات، منها نظام «السنت المعدّل» وكيفية استخدامه فيها، وكذلك الفرق بين مفهومَي السلم الموسيقي والمقام، ومصدر الإلتباس بينهما. ثم ما مفهوم كل من الميزان والإيقاع؟ وهل هناك فرق بين الأثنين؟ كما يتناول السلالم التقليدية «سلالم الكنائس» ويقارنها بالسلالم الموسيقية العربية.

ويضيف الرجب: «الهدف الأكبر من الكتاب هو توحيد سلالم الموسيقى العربية وتحليل كل منها وحذف المسمّيات غير العلمية التي لا فائدة منها، بل على العكس فقد كانت تشوّه سلالمنا وتزيدها فوضى وتجعل دراسة الموسيقى العربية مربكة للطلبة والدارسين بل وحتى الباحثين في شؤون الموسيقى العربية».

ويجد القارئ أمثلة متنوعة لكل ما جاء في الكتاب بالنوتة الموسيقية التي تجعل دراسة هذا العلم الواسع اسهل وأنفع.

درس باهر هاشم الرجب، الذي يتحدر من اسرة قدمت الكثير للموسيقى التراثية في العراق، في معهد الفنون الجميلة في بغداد وتعلم العزف على آلة السنطور وفنون الموسيقى العباسية على يد والده الأستاذ الحاج هاشم الرجب خبير المقام العراقي. كما درس علم الموسيقى العربية والموشحات على يد الفنان الفلسطيني الراحل روحي الخماش، الذي أقام واشتغل في بغداد.

وكان المؤلف استاذاً لآلة القانون في معهدي الفنون الجميلة والدراسات النغمية، وفي مدرسة الموسيقى والباليه، وعازفا في برنامج «سهرة مع المقام العراقي» الذي كان من أمتع برامج التلفزيون العراقي. والرجب أول مَن دوّن المقام العراقي بالنوتة الموسيقية في كتابه «اصول غناء المقام البغدادي» الصادر عام 1985. وقد ابتكر مقامين جديدين، الأول مقام «الشرق مؤثّر» والثاني مقام «الزنكولاه»، اضيفا الى عائلة المقامات العراقية.

أما الرجب الصغير، رامي، فقد ظهرت ميوله الموسيقية وهو في الثالثة من عمره وبدأ بدراسة الموسيقى العربية في سن السابعة على يد والده، ثم درس الموسيقى الغربية الكلاسيكية في المانيا على يد الأستاذ مايكل لزلي وأصبح عازفاً على آلة البيانو ومتخصصاً في قيادة الفرق الموسيقية. وسبق أن وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام في ألمانيا.