فيروز تخرق وسط بيروت وتغني لجمهور معظمه من الشباب

رغم المظاهرات والحشد في ساحة الشهداء

TT

لم تستطع الأوضاع السياسية المتردية في لبنان، أن تسرق صوت فيروز من وسط بيروت، وتعطل حياة اللبنانيين الطبيعية. فبينما كانت المظاهرات بشعاراتها المدوّية تعترض على اداء الحكومة في ساحة الشهداء، كانت فئة اخرى من اللبنانيين وفي المقلب الثاني لوسط بيروت تصفق لفيروز التي تألقت خلال عرض مسرحية «صح النوم» في مركز البيال، الذي سبق ان ألغته لجنة مهرجانات بعلبك الصيف الماضي، بسبب اندلاع حرب يوليو (تموز).

وكان زياد الرحباني عندما سئل هل سيؤجل عرض المسرحية مرة ثانية بسبب الأوضاع السياسية قد أجاب: «حتى ولو حصل انزال في لبنان، فإننا سنعرض المسرحية».

رفع الستار مساء أول من أمس الجمعة بعد تأخر ساعة كاملة عن الموعد المحدد بسبب زحمة السير الخانقة التي شهدتها طرق وسط بيروت، اثر انفضاض مظاهرة المعارضة. واحتشد الناس بالآلاف في باحة مركز البيال وكانت غالبيتهم من الشباب اللبناني، الذي ارتدى الجينز وجاء ملهوفاً لمشاهدة فيروز وسماعها. وبدا الجمهور الشاب مليئاً بالحماسة، اذ راح يصفق فور جلوسه في مقاعده داخل الصالة تعبيراً عن فرحته بحضور فيروز، التي بدت في كامل لياقتها محافظة على ادائها المختلف على الخشبة وخطواتها الصغيرة والسريعة المعروفة بها.

ورغم فقدان عرض المسرحية المستعادة ضمانته المعهودة لدى الرحابنة، والتي كانت تتمثل بديكورات مميزة مصحبة بأوركسترا موسيقية (غنت فيروز بطريقة البلاي باك)، فإن الحضور تفاعل معها بشكل لافت وردد وإياها اغاني قديمة مثل «يا قمر يا قمر»، و«مين ما كان بيتمرجل علينا»، وغيرهما من الاسكتشات والأغاني التي لونت المسرحية طوال ساعة ونصف ساعة.

ولاقى اداء كل من انطوان كرباج بدور الوالي الذي يمضي معظم ايامه نائماً، ومساعده «الحربوق» المطرب ايلي شويري، اعجاب الحضور الذي راح يردد بعضاً من كلماتها وسط تصفيق حاد.

وبدّلت فيروز ثيابها مرتين فقط، اذ لبست في الجزء الاول من المسرحية ثوباً ترابي اللون، فيما كان في الجزء الثاني مائلاً الى البرتقالي وهما من تصميم ايلي صعب. اما المسرحية فمن اخراج المخضرم بيرج فازيليان.

وكانت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية ولمناسبة احتفالها هذه السنة بيوبيلها الذهبي، قد وزعت على الحضور ملصقاً تذكارياً يحمل يد جوبيتير هيليوبوليتك، بدلا من الرسم المألوف لأعمدة معبد جوبيتر الستة في بعلبك. وتمثل هذه الصورة الآثار التي وجدت كحفر فاخر في بلدة نيحا اللبنانية، وهي الآن موجودة في متحف اللوفر في باريس. وجاءت صور اليد مكرّرة لتجمع خمسين اصبعاً لتنقل بألوان مختلفة سنوات المهرجان الخمسين.