ياباني يدخل «بياتا شتويا» لأكثر من 3 أسابيع

تحمَّل طقسا لا تتحمله سوى الحيوانات ذات الدم البارد

TT

في منتصف الشهر الماضي، أثارت مجموعة من الدببة الفزع بين السكان المحليين، وهي تطوف غابات جنوب غربي سيبيريا. وكان ذلك أمرا غير معهود، فالدببة في تلك المنطقة شديدة البرودة أصيبت بالأرق حيث كان الجو لا يزال دافئا لدرجة منعتها من الدخول في بياتها الشتوي المعتاد في مثل هذا الوقت من العام. ولكن في اليابان، وقبل ذلك الحدث بشهر، دخل إنسان في حالة بيات شتوي، لعلها الأولى التي يحتمل فيها فرد إنساني البقاء حياً لمدة 24 يوميا في طقس بارد، من دون طعام أو شراب، بعد دخوله في حالة سبات موازية للبيات الشتوي الذي تدخل فيه بعض الحيوانات، خاصة الأفاعي ـ وهي من ذوات الدم البارد، خلال الشتاء، وتعيش لفترة طويلة على الدهون المختزنة في أجسامها.

وفُقِدَ أثر الياباني ميتسوتاكا يوشيكوشي، 35 عاما، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسب الوكالات وهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، بعد محاولته النزول من جبل روكو بغرب اليابان. وذكرت «بي.بي.سي»، أمس (الخميس) أنه عند العثور على يوشيكوشي لم يكن لديه أي نبض. كما أن أعضاءه الحيوية كانت متوقفة تماما عن العمل وقد انخفضت حرارته إلى 22 درجة. وقال الفريق الطبي الذي عثر على يوشيكوشي، كما أوردت وكالة «يو.بي.آي»، إنه ذهل عندما تبين له بأنه لا يزال على قيد الحياة.

أما يوشيكوشي الذي يعتقد قدمه زلت به وسقط مغشيا عليه عند محاولته النزول من الجبل، فقال «سقطت في منطقة خضراء وشعرت بدفء الشمس في البداية ثم نمت»، مضيفا «هذا كل ما أتذكره».

وعثر فريق انقاذ على يوشيكوشي في اليوم الواحد والثلاثين من أكتوبر الماضي. وقال الدكتور شنشي ساتو «إن درجة حرارة يوشيكوشي انخفضت دون مستوى المستوى الطبيعي في البداية شبيهة بالسبات»، مشيرا إلى أن «دماغه كان محمياً ولم يتعرض لأي تلف واستعاد الآن نشاطه 100%». وخرج يوشيكوشي من المستشفى إلى منزله أول من أمس الثلاثاء بعد التأكد من استعادته لعافيته.

ولا يُعتقد أن حالة مشابهة لهذا «السبات الطويل» لإنسان تم تسجيلها في التاريخ الحديث، وربما تكون الأولى المعروفة حتى الآن تحدث لكائن بشري لم يعرف عن نوعه احتمالا لظروف البيات الشتوي، التي تقدم عليها حيوانات مثل الدببة، وهي من الثدييات، وتتجنب برودة الشتاء القاسية بالدخول في حالة سبات تبدأ خلال شهري أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني) ولمدة تصل إلى ستة أشهر. ولكنها، كي تبقى على قيد الحياة خلال السبات الشتوي الطويل، يتعين عليها أن تخزن مزيدا من الدهون في جسمها تصل إلى 180 كيلوغراما، وبالتالي تقضي الأشهر التي تسبق ذلك السبات في التهام أكبر قدر ممكن من الطعام تعثر عليه، الأمر الذي لا يمكن لإنسان أن يفعله