طوائف مسيحية في ألمانيا تدخل فترة «الأيام البينية»

موروثة من تقاليد قديمة.. يمتنعون فيها عن الغسيل وخياطة الأزرار بين الكريسماس و 6 يناير

TT

دخلت بعض الطوائف المسيحية القديمة المنتشرة بين ولايتي هيسن وبادن فورتمبيرغ الألمانيتين منذ ثلاثة أيام في فترة التشاؤم من العمل المنزلي وغسيل الملابس وخياطة الأزرار خلال «الأيام البينية»، وهي الأيام الواقعة بين ذكرى ميلاد السيد المسيح ورأس السنة وحتى يوم 6/1 من السنة الجديدة، الذي يصادف عيد الغطاس (الملوك الثلاثة). وعلى الشخص أن لا يستغرب إذا ما مر ببلدة اوبرفورشوتز(شمال هيسن) وشم رائحة أجسام أطفالها المتسخة، لأن أهل البلدة يتشاءمون من الاغتسال وغسل الملابس خلال هذه الفترة.

وتشير الانسكلوبيديا الألمانية إلى أن الايمان بهذه الخرافات يعود إلى الخلاف المسيحي ـ الروماني والمسيحي المسيحي، حول تحديد اليوم الأول من السنة الميلادية. إذ قامت الدولة الرومانية القديمة، 135 سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام، بتثبيت اليوم الأول من يناير كبداية للعام الجديد. وظهر الخلاف بين الكنيسة والمؤرخين الرومان بعد سنوات من ظهور المسيحية وتثبتها. وربط المسيحيون الجدد السنة الجديدة بميلاد المسيح فيما تمسك الروم بتوقيتهم القديم.

ويعود الفضل إلى البابا انوزينز السابع (عام 1691) في إنهاء الخلاف حينما أعلن تمسك المسيحية بيوم الأول من يناير.إلا أن التطبيق العملي لهذا التاريخ تأخر كثيرا وصار الناس يحتفلون برأس السنة في أيام مختلفة، الأمر الذي أدى إلى ظهور تعبير «الأيام البينية». وتسبب الخلاف حول اليوم الأول من السنة، وبالتالي استمرار البعض بالاحتفال في أيام أخرى، إلى ظهور نوع من الخرافات المتعلقة بالاحتفال في هذا اليوم أو ذاك.

ومن جهتهم يؤمن القرويون الاتراك بأن «غسل الملابس يوم الخميس يجلب النفيس»، وأن تعليق ملابس الطفل حتى حلول الغروب سيجلب النحس للوليد وإن قص الأظافر في المساء يقصر العمر. ولا يبدو أن «القرويين» الألمان أكثر تنورا لأنهم لا يغسلون ملابسهم يوم الجمعة «البينية»، ولا يسافرون إلى أي مكان، ويعتقدون أن الذهاب إلى الحلاق يوم الجمعة سيحسن الدخل في العام المقبل.

والألماني المؤمن «بسحر» الأيام البينية لا يؤدي هذه الأيام أي عمل جسدي كبير يوم الأحد كي لا يتعرض للنحس عام 2007. وهو لا يخيط أزرار ملابسه في مثل هذا اليوم، ولا يعتني بالنباتات والحيوانات المنزلية، لكنه، للغرابة، يتفاءل بولادة طفل في مثل هذا اليوم.

ويتحول الألماني «البيني» إلى «سكوتلندي تقليدي»، حسب الوصفة الإنجليزية، لأنه يمتنع عن منح القروض لأصدقائه يوم الاثنين، ولا يشعل النار تحت سيجارة أحد ولا ينتقل أبدا من داره في مثل هذا اليوم. وحينما يحل عليه يوم الثلاثاء بلا نحس فإنه يمتنع عن تنظيف البيت، ويرفض أي عمل جديد يأتيه ويرفض أي تعارف جديد. ويتوج كل ذلك يوم الأربعاء بالامتناع عن استقبال الضيوف والكف عن تقبيل أطفاله.

ويعتقد دعاة «الايام القاسية» أن يوم الخميس لا يصلح للزواج أو لتغيير موقع العمل، لكنهم يجدونه مناسبا للتخلص من الكتب والرسائل القديمة والسماح للسباك بتصليح أنابيب المياه. ويخصص يوم السبت للتشمس «لأن الشمس ستمنحه قوى إضافية في العام الجديد»، لا يفكر بالمال أبدا كي لا يتعرض لكساد، لكنه يستطيع تنظيف قفص حيوانه الأليف وأن يزيل كل نحس في الافق بأن يزيل البقع عن الملابس البيضاء.