مناشدة البابا السماح للمسلمين بالصلاة في كاتدرائية قرطبة

بناها المسلمون مسجدا منذ 786 ميلادية وصار أكبر جامعة إسلامية في الأندلس

TT

ناشدت الجمعية الاسلامية في قرطبة، جنوب اسبانيا، البابا بنديكتوس السادس عشر السماح للمسلمين بالصلاة في مسجد قرطبة. جاء ذلك في رسالة بعثتها الجمعية الاسلامية أول من امس الى البابا موضحة له ضرورة السماح للمسلمين بالصلاة في مسجد قرطبة، وذلك على غرار صلاة البابا في مسجد باسطنبول عند زيارته الاخيرة الى تركيا.

وجاء في الرسالة «اننا على ثقة بأنكم تتفهمون مدى اهمية هذه المسألة من اجل الانفتاح وبناء حوار بين الاديان». واضافت الرسالة ان صلاة المسلمين والمسيحيين في مسجد قرطبة ستكون «برهانا امام المتشككين بأن ذلك ممكن وان سلاح الصلاة هو السلاح الاقوى بيد الانسان». واعلنت الجمعية الاسلامية ايضا أنها سوف تشجع كل المبادرات المؤيدة الى التفاهم بين المسلمين والمسيحيين. وكان منصور اسكوديرو، رئيس الجمعية، قد دعا في شهر فبراير (شباط) الماضي، إلى السماح للمسلمين بالصلاة في مسجد قرطبة، وناشد شخصيات اخرى بغية التقارب بين المسلمين والمسيحيين. وقد اعلن ريكاردو بلاثكيث، أحد مسؤولي الكنيسة قبل فترة، باحتمال السماح للمسلمين بالصلاة في مسجد قرطبة بقوله «لا مشكلة في ان يدخل بعض المسلمين بغية الصلاة امام المحراب»، ولكن الكنيسة اعلنت رسميا بعد ذلك «من غير الممكن للمسلمين الصلاة بأي شكل من الاشكال في كاتدرائية قرطبة».

ومعلوم ان المسلمين بنوا مسجد قرطبة عام 170هـ / 786م، وتوسع على مدى السنين، حتى اصبح أكبر جامعة اسلامية في الاندلس وفي اوروبا، ولعب دورا كبيرا في نقل الثقافة والعلوم الى اوروبا، حتى سقوط مدينة قرطبة بيد الاسبان عام 633هـ / 1236م، وعندها تحول المسجد الى كاتدرائية واصبح جزءا من ممتلكات الكنيسة.