ألمانية عمرها 100 سنة تغادر دارا للعجزة

قالت إنه يعج بالمسنين

TT

أصبحت العجوز ماريا ميلز نجمة صحافية بين ليلة وضحاها لأنها فضلت الحياة، رغم سنواتها المائة، على الموت في دار عجزة «تعج بالمسنين». وتحولت دارة ميلز أمس الجمعة إلى فوضى كبيرة بسبب فرق الصحافيين والمصورين الذي يطلبون لقاءها والحديث معها.

وقالت ميلز، التي نالت لقب «الجدة النجمة» إنها ليست بحاجة إلى أحد وتفضل الحياة مع الناس من كافة الأعمار على قضاء حياتها يوميا مع مسنين «ضجرين». وتتذكر: اضطجعت على سريري وأنا أحملق في السقف: هل هذا مكان لي؟ هل اقضي عمري بين هذه الجدران بدلا من بيتي وزهوري. حملت حقائبي بعد أسبوع فقط، ودعت المسنين والممرضات، وعدت إلى بيتي.

عادت ماريا إلى بيتها في بلانكنهايم، حيث عاشت فيه منذ عام 1962 إلى أن توفي زوجها الثاني هوبرت ميلز قبل فترة قصيرة ليلتحق بعشرة من إخوتها وأخواتها الذين رحلوا قبله. ولم يتبق لماريا سوى شقيقتها الأصغر كلارا البالغة اليوم 84 سنة وتعيش في دار للمسنين أيضا. لكنها لا تشعر بالوحدة، ولا تحتاج لأحد رغم زيارات ابنة عمها ونسيبها المتكررة ورعاية جارتها هانلورة. ولا تنسى طبعا كلبتها لوسي التي حنت إليها كثيرا خلال الأيام السبعة التي قضتها في دار العجزة.

وذكرت كارمن بلايشر، التي ترعى المسنين في دار « يونكرات» للعجزة، ان المفاجأة الأساسية لم تكن مغادرة ماريا ميلز للدار، وإنما قبولها بالمجيء إليه، إذ كان من الواضح أن هذه السيدة القوية والمثقفة لن تقبل بالحياة الرتيبة لبقية المسنين. وكانت طوال الأسبوع الذي بقيت فيه في الدار ترفض كرسي المقعدين وترفض المساعدة في الذهاب إلى الحمام.

وكان أول إجراء اتخذته «الجدة» ماريا، بعد عودتها إلى منزلها، هو أنها ألغت «الرعاية المنزلية» التي توفرها المدينة للمسنين عادة. وقالت ماريا إنها لا تستطيع أن تأتمر بأوامر أحدا وإنها تريد أن تفعل ما يروق لها. وتوفر الدولة الألمانية الرعاية للمسنين من خلال الأعمال الإنسانية والخدمية التي تفرضها على الجنود الذين يرفضون السلاح (غير المسلحين). وسيقع عليها أن تنظف بيتها المكون من ثلاث غرف، وأن تغسل ملابسها وتحضر طعامها بنفسها. وتقول الجدة انها تفعل ذلك قلبيا لأنه جزء من الرياضة التي ساهمت في إطالة حياتها إلى 100 عام. كما ستجد الكثير من الوقت للعناية بحديقتها الصغيرة وزراعة زهور السوسن التي كان زوجها الثاني يفضلها.

عاشت ماريا ميلز الحربين العالميتين الأولى والثانية، كما شهدت تقسيم برلين وإعادة توحيدها.