طالبة تشنق نفسها على مدخل جامعة فيينا لفشل حزبها في إلغاء الرسوم

ناتاشا «مخطوفة النمسا» عادت لمقاعد الدرس.. وثمة مراهق يضايقها

TT

هز النمسا أمس خبر انتحار طالبة جامعية، نشرته الصحف مع صورة للشابة يتدلى جسدها من شجرة بعد ان شنقت نفسها أمام المبنى الرئيسي لجامعة فيينا، الواقعة وسط البلد، احتجاجا على فشل الحزب الاشتراكى الديمقراطي، الحليف الاكبر فى الحكومة الائتلافية الجديدة، فى الغاء الرسوم الجامعية، كما وعد والتزم طيلة حملته الانتخابية.

وكان الدكتور الفرد غوزنباور، المستشار النمساوي الجديد، قد ابدى اسفه لعدم مقدرة حزبه النجاح في الغاء المصروفات الجامعية، معللا ذلك بعدم قبول الحزب الحليف، مما أخر من تكوين حكومة لأكثر من ثلاثة اشهر بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية في اكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان طلاب الجامعات، وفي مقدمتهم مؤيدو الحزب الاشتراكي، قد عبروا عن احتجاجهم على ابقاء الرسوم الجامعية بمظاهرات عارمة ما تزال تتجدد.

وعلى صعيد آخر ذي صلة بالتعليم، عادت لمقاعد الدراسة صباح أمس تلميذة غير عادية.. إنها الشابة النمساوية ناتاشا كامبوش، 18 عاما، وذلك بعد 6 اشهر من فرارها من حبس تواصل لثمانية اعوام. وكان رجل قد خطفها وهي طفلة في العاشرة من عمرها، بينما كانت فى طريقها لمدرستها الابتدائية، لتعيش داخل قبو لا يصلح لأي حياة انسانية كريمة بناه خاطفها أخصائي الالكترونيات، والذي انتحر بعد فرارها. وقد سجنها تحت ارض منزله، الواقع على بعد كيلومترات من العاصمة فيينا، مما حرمها من كل ما يتمتع به نظراؤها من حياة طبيعية، على رأسها متابعة تعليمها بطريقة عادية.

ناتاشا، التي تابعت «الشرق الأوسط» قصتها كاملة، اصبحت بعد فرارها من الاسر حالة فريدة اهتم بها العالم اجمع، لا سيما أنها بدت شخصية قوية، رغم صعوبة الظروف التي عاشتها، يتوفر لها اليوم عدد من المدرسين الخاصين، في محاولة لإعادتها للحياة الطبيعية ومتابعة برنامج دراسي تتمكن بموجبه، ليس اللحاق بزملائها الذين هم الان على عتبات المرحلة الجامعية، وانما للوقوف اولا على امكاناتها الإدراكية وملكاتها في التلقي، وما تزال تذكره من مقررات، خاصة أن اسلوبها عند المخاطبة يعكس قدرتها التي اكتسبتها بالقراءة اكثر من المخاطبة لانعدام الاختلاط فى حياتها ابان الخطف.

من جانب آخر، وكأن الفتاة لم تعش ما يكفيها من مشاكل، فإن اسرتها اضطرت لرفع دعوى قضائية ضد شاب من مدينة غراتز، ظل يرسل رسائل لناتاشا يبث خلالها غرامه لها، عبر هاتف، ويلح في طلب لقاء معها.

شهدت الدعوى القضائية عدة جلسات، الا انها تأجلت مؤخرا لحادث كسر اقعد الأم، على ان تتواصل بعد مقدرتها على القيادة، اذ لا يمكنها الخروج مع ناتاشا بوسائل المواصلات العامة، كأي ام وابنتها خوفا من المتطفلين، وما اكثرهم.