القاهرة تبحث عن «سفاح غامض» يستهدف الفتيات

لجنة الدفاع والأمن القومي تبحث القضية بناء على طلبات إحاطة برلمانية

TT

كثفت قوات الأمن المصرية وجودها في أحياء بجنوب القاهرة، وألقت أجهزة البحث الجنائي القبض على 14 شخصا للاشتباه في قيامهم باعتداءات منظمة على فتيات وسيدات في أحياء المعادي ودار السلام والبساتين. واستدعت سلطات الأمن مجنيا عليهن للتعرف على المتهم المحتمل الذي أصبح يعرف باسم «سفاح المعادي». وتتوقع مصادر أمنية أن يكون السفاح من العاطلين عن العمل في المناطق القريبة من حي المعادي.

وفي الخط الفاصل بين منطقة شديدة الفقر ومنطقة شديدة الثراء بجنوب القاهرة، ,واصل عشرات من رجال الأمن منذ بداية هذا الشهر البحث عن «السفاح الغامض». وقالت مصادر أمنية ونواب في البرلمان ومواطنون إن شخصا، أو أكثر، غير معروف، استهدف فتيات بمطواة على فترات متفرقة طوال الأيام الماضية. وبحسب التحقيقات المبدئية لنيابة البساتين، فإن إحدى ضحايا «السفاح المجهول» تدعى فاطمة مصطفى عليوة، 22 سنة، خضعت لجراحة بمستشفى القوات المسلحة في المعادي بعد أن أصيبت بجروح قطعية في البطن والجانب الأيمن من الوجه. وبثت قنوات تلفزيونية مصرية خاصة وصحف محلية أقوالا لمواطنين أدلوا بمعلومات متضاربة عن مواصفات السفاح.

وفي مجلس الشعب (البرلمان) قررت لجنة الدفاع والأمن القومي والتعبئة القومية، عقد اجتماع يوم الثلاثاء المقبل لبحث قضية «السفاح» بناء على طلبات إحاطة برلمانية تقدم بها نواب عن جنوب القاهرة، من بينهم النائب المستقل مصطفى بكري، الذي قال إن ما يتردد عن وجود السفاح تسبب في إثارة الذعر بين الفتيات والسيدات والمواطنين في منطقة المعادي، مطالباً الحكومة بسرعة الكشف عن الحقيقة. وقدم النائب الإخواني عن دائرة دار السلام والبساتين، يسري بيومي، رؤية مختلفة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن «السفاح»، قائلاً «إن الموضوع تم تضخيمه والرقم الحقيقي لمن تم الاعتداء عليهن ودخلن المستشفيات بالمنطقة لا يزيد عن 3 حالات فقط. ولا يوجد أي تصريح من جهة رسمية طبية أو أمنية تكشف عن حقيقة العدد إذا كان أكثر من ذلك كما يشاع، لأن هناك من يقول إن عدد الضحايا وصل لسبعة».

وقالت ا.س، طالبة جامعية من حي المعادي، إن آخر ما سمعته هو أن «السفاح ليس شخصا واحدا بل اثنان يركبان دراجة نارية واحدة ويتولى أحدهما القيادة ويقوم الثاني بتوجيه ضربة بمطواة لمن لا تعجبه في الطريق»، مشيرة إلى أنها باتت تتلفت حولها طوال الطريق إلى الجامعة، موضحة «وإذا رأيت دراجة بخارية أندس وسط الناس بسرعة». ولكن مواطنين ونوابا لا يصدقون ما يقال عن «السفاح». وقالت الحاجة أم مصطفى، 54 سنة، ربة منزل، وهي أم لأربعة أولاد وفتاة، وتسكن في شارع محمود عساف، القريب من حي المعادي: «لا أخشى على ابنتي من الخروج بمفردها لأنها محجبة. كما إن موضوع السفاح كذب في كذب (...) لا بد في واحد وراء الإشاعة عشان يلهي الناس. بقالنا شهر ولا حد شافو، لكن مرة يقولوا إنه يضرب اللي تلبس ملابس قصيرة ومرة يقولوا اللي تلبس بنطلون. مش عارفين الحقيقة فين».