احتيال عبر الإنترنت على نائب برلماني في ألمانيا

المتهم شاب من الحزب المسيحي والضحية من «الاشتراكي»

TT

تحقق النيابة الألمانية العامة حاليا في قضية احتيال نفذها شاب سياسي وجرت أحداثها على الانترنت، مضيفة بعدا جديدا لظاهرة ولوج المؤامرات السياسة إلى عالم الانترنت من أوسع أبوابها وتحويلها إلى صفحات للدعاية والنكاية والتعبئة.

وتشير الإنسايكلوبيديا الألمانية إلى ظهور نوع جديد من «التظاهرات» أطلقت عليها اسم «تظاهرات الانترنت»، وتعرّفها على انها دخول عدد كبير من «المتظاهرين» إلى موقع معين في الانترنت بهدف وقفه عن العمل. لكن القاموس السياسي الألماني يسجل لأول مرة أيضا قيام سياسي محافظ باستخدام اسم نائب اشتراكي في مضاربات مالية شبكية (أونلاين) خدمة لأهداف يعتقد أنها سياسية.

وتحقق النيابة العامة في اوسنابروك (غرب) مع رئيس سابق لمنظمة الشبيبة المسيحية في بريمن (شمال) بتهمة إساءة استخدام اسم النائب الاشتراكي ديتر شتاينكه في شراء حاجيات والمزايدة على بضائع أخرى على الشبكة.

وذكر النائب العام مانفريد مانكه أن المتهم اعترف باستخدام اسم شتاينكه في شراء عدة أشياء، إلا أنه رفض الاعتراف بأنه فعل ذلك لأغراض سياسية. وتم الكشف عن الاحتيال حينما وردت قوائم كبيرة تتطلب الدفع إلى النائب شتاينكه من موقع «إي باي». ورغم قناعة شتاينكه ببراءة «إي باي» من التهمة، فإنه طالب بإجراءات أفضل لحماية المستهلك على الشبكة.

وتوسعت القضية «سياسيا» بعد أن كشفت النائبة الاشتراكية بيترا ايميريش كوبتاش عن تعرضها لعملية احتيال مشابهة اتضح أن الشاب «الديمقراطي المسيحي» نفسه قد تورط فيها. وذكرت كوبتاش أنها تلقت قوائم من «إي باي» عن مضاربات وشراء حاجيات لم تقم بها. وبين القوائم فاتورة بآلاف اليوروات مرفقة بقائمة رسوم تبلغ 250 يورو عن استخدام «إي باي». وأصيب العديد من النواب الاشتراكيين، ممن تلقوا قوائم حساب مماثلة، بصدمة بعد انكشاف البعد السياسي لعملية الاحتيال. وأوردت صحيفة «تاتس» البرلينية أسماء كلاوس بيتر باخمان، وهانز كريستيان شانك، ولارس كلنغبايل، وغاريلت دوين (كلهم من الحزب الاشتراكي) وكريستيان دور(من الحزب الليبرالي) في قائمة ضحايا الاحتيال.

وقال النائب مانكه إن المتهم اعترف حتى الآن بحالة واحدة هي قضية شتاينكه، وربما ستتحول القضية إلى «فضيحة» لو تبين أنه مسؤول عن كافة الحالات. ورفض مانكه الإفصاح عن شخصية المتهم، لكنه أشار إلى أن عمره 21 سنة ويحتل مركزا هاما في منظمة الشبيبة المسيحية.

واضطر ميشائيل غلنتيكامب، ممثل الحزب الديمقراطي المسيحي في بريمن، لإدانة تصرفات زميله الشاب، وقال إن سلوكه يقع تحت طائلة القانون. وكشف المسؤول المسيحي أن المتهم ترك منصبين هامين كان يحتلهما في منظمة الشبيبة المسيحية في نهاية العام الماضي. ويفكر الحزب بدوره حاليا في إقامة دعوى قضائية عليه بتهمة خيانة مبادئ الحزب واستخدام كومبيوترات الحزب في أعمال الاحتيال. وردت كوبتاش على التصريح بالسؤال: كيف تسنى له استخدام أجهزة الحزب إذا كان قد استقال فعلا منه.