لم تنقل بعض العوائل التركية القروية مطاعمها وبقالاتها وعاداتها وتقاليدها القديمة إلى المدن الألمانية فقط ، وإنما نقلت معها خلافاتها وحروبها الثأرية. وتسببت حرب عشواء بين أفراد عشيرتين تركيتين متناحرتين في ولاية هيسن (غرب) بسقوط 5 قتلى وعشرات الجرحى.
وحكمت محكمة فيزبادن الألمانية على زعيم عشيرة تركية اسمه آيدين ك. بالسجن لمدة 5,5 سنة بسبب قيادته جرائم «الشرف» ضد عائلة أخرى طوال 21 شهرا. كما حكم القاضي على الابن ارتاك، 30 سنة، بالسجن لمدة 4,5 سنة بتهمة تقديم المساعدة في القتل. وتخص العقوبة حتى الآن جريمة قتل واحدة، وهي اغتيال مدرب ملاكمة من أصل تركي ينتمي إلى العشيرة المنافسة.
وثبت للمحكمة أن الاب آيدين ك.، 63 سنة، استعان بابنه رمزي ك. لتنفيذ جريمة الثأر الانتقامية بحق مدرب الملاكمة ولأسباب ثأرية.
ويبدو أن الأبن الأصغر لآيدين، واسمه علي، ذهب ضحية حادثة اغتيال عام 2003 في إطار الصراع بين العائلتين. واتهم آيدين مدرب الملاكمة بولات ت. (فولاذ) بارتكاب الجريمة أمام مقهى «بارك» في فيزبادن. وسبق للأب آيدين، بشهادة عدد من الشهود، أن هدد بالانتقام من بولات ومن عائلته. ونفذ جريمة القتل باسم «الملاك الحارس»، وهو الاسم الذي عرف به آيدين بين الأتراك، ابنه رمزي الذي اختفى منذ ذلك الحين ويعتقد أنه يختفي في مكان ما في تركيا.
وقال القاضي شتيفن بوليت، إن الصراع بين العائلتين يمتد إلى تركيا حيث سبق وأودى بحياة العديد من أفراد العائلتين. كما سقط خمسة قتلى، والعديد من الجرحى في حرب الانتقام والثأر بين العائلتين. وتوصل قضاة التحقيق إلى خلفيات اقتصادية، تتعلق بمحاولات السيطرة على تجارة المواد الغذائية، يعتقدون انها أساس الخلاف بين العائلتين. وسبق لمحكمة فرانكفورت أن حكمت بالمؤبد ضد التركي اورهان ب. عام 2006 بتهمة المشاركة في قتل علي ك.
وتفرض المحكمة، وشرطة فيزبادن، إجراءات أمنية مشددة لحماية آيدين وابنه ارتاك من انتقام عائلة بولات ت. كما يوفر رجال الشرطة مظاهر السرية والأمن اللازمة للشهود خشية من تعرضهم للاغتيال. وقال القاضي بولين إن تكاليف توفير الحماية الأمنية للمتهمين والشهود في القضية تجاوزت المليون يورو.