المحكمة العسكرية العليا في إسبانيا تبرئ شخصا بعد 70 عاما

حكم عليه بالإعدام ثم خفف الى السجن

TT

لا يزال الشعب الاسباني حتى اليوم يعاني من نتائج الحرب الاهلية الاسبانية (1936 ـ 1939) التي كلفته ثمنا باهظا ولا يزال يدفعه حتى اليوم. ومن جملة قضايا الحرب الاهلية الاسبانية التي يواصل الابناء او الاحفاد متابعتها قضية ريكاردو بوينتي رودريغيث، حيث اعلنت المحكمة العسكرية العليا أول من أمس الجمعة، الغاء الحكم الصادر عليه عام 1937، الذي قضى باعدامه ثم خفف الى السجن.

وكان ريكاردو بوينتي رودريغيث مديرا لاذاعة مدينة مالقة، واتهم خلال الحرب الاهلية التي دارت بين الجمهوريين وقوات الجنرال فرانكو، بأنه يناصر الجمهوريين، فجرد من عمله في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1936، وقدم للمحاكمة بتهمة «القيام بالدعاية للشيوعيين»، ثم برأته المحكمة في ابريل (نيسان) عام 1937، ولكن محكمة اخرى قدمته للمحاكمة ايضا بنفس التهمة، وهي الدعاية للجمهوريين، وحكمت عليه بالاعدام، في شهر اغسطس (آب) من عام 1937، ثم خفف الحكم الى السجن وقضى في السجن ست سنوات ويوما واحدا.

وبعد 70 عاما، اعلنت المحكمة العسكرية العليا أول من أمس الغاء هذا الحكم، وذلك لان المتهم سبق ان حكم عليه بنفس التهمة سابقا، ولا يجوز ادانة شخص مرتين عن نفس التهمة.

معلوم ان الحرب الاهلية الاسبانية التي نشبت بين الجمهوريين وقوات الجنرال فرانكو ودامت ثلاث سنوات، قتلت وشردت مئات الآلاف، وفقدت اسبانيا خلالها خيرة مفكريها وشبابها، وتحطم اقتصادها بالكامل، وانتهت بانتصار الجنرال فرانكو الذي اعلن الغاء الجمهورية، ونصب نفسه حاكما على اسبانيا واستمر حكمه حتى وفاته عام 1975، وعند ذلك تم تنصيب الملك خوان كارلوس رسميا ملكا على اسبانيا، واستطاع الملك الشاب آنذاك من تضميد الجروح القديمة وتناسي الخلافات وحاول ان يجمع بين الاطراف الاسبانية المتنازعة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، فاعترفوا به ملكا على البلاد وتنازل هو عن السلطة الفعلية لصالح رئيس الوزراء الذي ينصبه البرلمان المنتخب من قبل الشعب.