القبض على «مافيا البيتزا» في ميونيخ

يستنسخون بطاقات الزبائن الإلكترونية في ألمانيا ويستخدمونها في إيطاليا

TT

بات من المسلم به في أوروبا أن الإيطاليين هم الأكثر في القارة اهتماما بأناقتهم ومظهرهم، ولو كلفهم ذلك ارتكاب المخالفات. وربما يكون هذا هو سبب انضمام البعض منهم، ممن ليسوا «مؤهلين» إلى مافيات صغيرة تحتال على الناس وتنصب عليهم لتحصل على أموال منهم بهدف شراء الملابس والعطور.

وفي ألمانيا كشفت شرطة ميونيخ (جنوب) أول من أمس أنها ألقت القبض على 5 شبان إيطاليين شكلوا عصابة احتيال، مستغلين عملهم في مطاعم البيتزا. ويعمل ثلاثة من أفراد العصابة في مطاعم البيتزا الإيطالية في ميونيخ، ويتعاونون مع شابين إيطاليين آخرين، يتخصصان في الإلكترونيات، كي يزوروا بطاقات البنوك الإلكترونية.

وذكر مصدر في الشرطة أن عمال المطاعم، وتوزيع البيتزا بالتاكسي، كانوا يحملون أجهزة مسح إلكترونية صغيرة مكنتهم من استنساخ المعلومات عن بطاقات المصارف ومن ثم تحميلها على بطاقات مصارف مزيفة. ومارسوا الاحتيال بهذه الصورة طوال 10 أشهر قبل أن يقع أحد البنوك على آثارهم ويبلغ الشرطة.

وكان أفراد مافيا البيتزا يرسلون المعلومات إلكترونيا إلى أصدقاء في نابولي ليتم تحميلها هناك على البطاقات المزورة ومن ثم استخدامها. وهي طريقة اعتبرتها الشرطة ذكية للتخلص من رقابة الشرطة عند استخدامها في ألمانيا. ولأنهم لم يكونوا يعرفون الأرقام السرية للمعنيين فقد تعذر عليهم سحب الأموال مباشرة من أجهزة البنوك الإلكترونية، واستخدموا البطاقات المزورة في إيطاليا لشراء الحاجيات الفاخرة. ونجح أفراد العصابة في استخدام البطاقات المزورة في المخازن الإيطالية التي تطلب التوقيع فقط ولا تسأل عن الرقم السري أو الهوية الشخصية. وتم القبض في نابولي على ثلاثة إيطاليين آخرين استخدموا البطاقات لشراء حاجيات مختلفة. وقال ديتليف بوشلت، المتحدث الرسمي باسم شرطة ميونيخ، إن عدد ضحايا الاحتيال الذين تم الكشف عنهم يزيد على 50 شخصا. وهم من ضحايا وجبات الطعام الإيطالية، مثل البيزا والسباغيتي، التي يفضلها الألمان على طعامهم نفسه. ويرتفع حجم أموال الاحتيال، التي كشفت حتى الآن، إلى اكثر من 50 ألف يورو استخدمت لشراء الألبسة والكماليات الفاخرة. وتكشف حسابات ضحايا الاحتيال أن أفراد العصابة اشتروا ملابس وعطورا وأجهزة كهربائية ومواد غذائية وساعات فاخرة وحلياً...إلخ، ويجري التحقيق مع أفراد العصابة، الذين اعترفوا «جزئيا»، حسب تصريح الشرطة، بتهمة الاحتيال والنصب.

وسبق للشرطة البرلينية أن كشفت عن عصابة مجرية يعمل أفرادها في استعلامات سلسلة فنادق أوربية معروفة واستخدموا طريقة المسح الضوئي لسرقة المعلومات من بطاقات بنوك الزبائن وحفظها في بطاقات مزورة. وقادت آثار السحوب المصرفية والمشتريات الفاخرة إلى متعاونين في أوكرانيا وروسيا البيضاء.