لا يمر يوم تقريبا في ألمانيا بدون أخبار عن تخلي أم عن طفلها في محطة القطار أو في المستشفى أو قرب مركز الشرطة، لكن جريمة قذف طفل رضيع من الطابق العاشر من مبنى في هامبورغ (شمال) أصاب ألمانيا بالوجوم بسبب قسوة الجريمة. وأجرت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار استطلاعا بين قرائها كشف بأن 95% منهم صدموا من الخبر ولم يتوقعوا أن يسلك أحدهم يوما مثل هذا التصرف الشائن مع ابنه. وشارك في جنازة الرضيع، الذي لم يتعد عمره أكثر من ساعة، مئات المشيعين من الجيران في كنيسة أوسدورف بمدينة هامبورغ مساء أول من امس، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وقالت القس بريجيت لانج التي أدارت المراسم: ثمة استياء وحزن شديدان أثناء هذه المراسم. وكانت قضية الـ«بيبي مورد» قد شهدت تطورا دراماتيكيا يوم أمس (الجمعة) بعد أن أقامت النيابة العامة الدعوى ضد الأم بتهمة القتل العمد وألغت التهمة عن الأب. وقضت الشرطة اسبوعا كاملا تتبع آثار الاب المختفي قبل أن تدور شكوكها حول الأم الشابة. والمعتقد أن الأم نجحت بسهولة بلصق التهمة بالأب بسبب اختفائه وعدم حضوره للأداء بشهادته أمام الشرطة طوال اسبوع. وهو شاب مقدوني اسمه حشمت كريماني، 23 سنة، ويعيش في ألمانيا من دون إقامة شرعية.
وسبق للأم، 26 سنة، وهي مقدونية أيضا تعيش في ألمانيا، أن أخبرت رجال الشرطة أن الأب فقد صوابه بعد ولادة الطفلة وانه قذف الرضيع بكل وحشية من الطابق العاشر. وبررت الأم هذا الغضب الأعمى بكتمها أخبار الحمل عن زوجها. وحسب قصة الأم، فإن الأب «المتوحش» قذف بالطفل إلى حتفه بعد 30 دقيقة فقط من ولادته.
وذكرت كارينا سادوفسكي، المتحدثة باسم شرطة هامبورغ، ان الشكوك بدأت تساور رجال التحقيق بسبب تناقضات أقوال الأم. وقد سلم المدعو حشمت كريماني نفسه إلى شرطة هامبورغ مساء الخميس الماضي ويجري التحقيق معه حاليا حول ملابسات الحادث. وأكدت المتحدثة أن أمر اعتقال ضد الأم قد صدر قبل تسليم الأب نفسه، الأمر الذي يعني تزايد الشكوك حول مسؤولية الأم. وكان عابر سبيل قد عثر على جثة طفل رضيع ظهر يوم السبت الماضي وأبلغ الشرطة عن الحادث. وعثر رجال التحقيق على الطفل مربوطا داخل كيس نايلون على مساحة خضراء أمام بناية عالية في أحد أحياء هامبورغ. ولم تخبر الأم عن الحادثة إلا بعد ساعات من وصول الشرطة وبدء التحقيق حول الجريمة.