ألمانيا على موعد مع «ثوم اجتماعي».. بلا رائحة

عيبه الوحيد أسطوري.. ليس به ما «يطفّش» مصاصي الدماء

TT

لم يعرف الألمان أكل الثوم قبل ورود العمال الأتراك واليونانيين إلى بلدهم، إبان «المعجزة الاقتصادية الألمانية» في مطلع الستينات. وبعد عقود من تسمية الأتراك بـ«أكلة الثوم»، واكتشاف العلماء لفوائد الثوم المتعددة، تحول الاشمئزاز الألماني من الثوم إلى ولع عجيب. تحول إلى أقراص تبيعه الصيدليات. واكتشف العلماء مجسا بايولوجيا خاصا لاكتشاف طزاجته، بل استخدمه البعض لتحضير العديد من المأكولات، التي لم يكن يستخدم في تركيبها، بينها البوظة (الآيس كريم).

وتعد شركة ألمانية للأغذية اليوم بتقديم ثوم طازج لا يترك رائحة في الفم، وذلك يعني، حسب سيرة دراكولا، ومن لفّ لفّه، أو مصّ مصّه، إنه (الثوم الاجتماعي) ليس به الصفات اللازمة لطرد مصاصي الدماء، الذين تقر أساطيرهم بأنهم لا شيء يهزمهم ويجعلهم يفرون من ضحاياهم غير رائحة الثوم وضوء الشمس.

ويفترض أن يكون الثوم الجديد قد تم تنسيله محتفظا بكافة مواد الثوم المفيدة لصحة الإنسان. وأطلقت الشركة على الثوم اسم «ثوم المجتمع Society garlic» تعبيرا عن فوائده الاجتماعية بعد تخليصه من الرائحة غير المحببة.

وأعلنت الشركة عن الثوم كمادة لدخول المجتمع الراقي من اكبر أبوابه، بل وكمادة مضادة للروائح المحرجة في الفم. وكنوع من المكسرات يمكن أن يتمتع الإنسان بتناوله كما يتناول الفستق والفول السوداني. عدا عن ذلك، فإن «ثوم المجتمع» يمكن استخدامه في تحضير كافة الوجبات ودون قلق من «تطفيش» الناس في الحفلات وفي المكاتب. وسيكون الثوم، بعد أن نال تصريحا من السلطات الألمانية ببيعه، جاهزا للسوق خلال نهاية أبريل (نيسان) الحالي.

وكثرت الدراسة في الآونة الأخيرة عن فوائد الثوم في خفض الكوليسترول، وتجنب أمراض القلب والدورة الدموية وخفض الوزن وتقليل احتمالات السكتات الدماغية. وانتج علماء جامعة بون قبل سنتين مسبارا بيولوجيا لكشف أفضل أنواع الثوم بهدف استخدامه في الصيدلة والحياة اليومية. وتضم عائلة البصل والثوم والكراث نحو 800 نوع، وهناك 20 نوعا من الثوم الفائق الفعالية بحكم النسب العالية من مادة سيستين سلفوكسيد فيه. ويعتقد أن هذه المادة، وهي مصدر الرائحة الثومية المعروفة، هي سر فاعلية الثوم ضد الأمراض المختلفة، وخصوصا سرطان البروستاتا. وتوصل المسبار البيولوجي الألماني المذكور إلى أن أغنى أنواع الثوم بمادة سيستين سلفوكسيد تأتي من رومانيا، بلد الكونت دراكولا، الذي يفزعه الثوم.