الحالة في بلاد البطاطا، كما يلقبون البيرو، البعيدة في أقصى جنوب القارة الأميركية، شبيهة الى حد كبير هذه الأيام بحالة فقير ربح الجائزة الكبرى باليانصيب، فالبلاد في نشوة منذ انتخبت الأحد الماضي رئيسها الجديد، المتحدر من عائلة مؤلفة من 11 أخا وأختا، بعضهم من الأفقر تقريبا بين سكان قرية «كابانا» المعزولة في جبال الأنديز، حيث أبصر أليخاندرو توليدو النور قبل 55 سنة. في تلك القرية، التي لا يزيد سكانها على 1500 نسمة، تعيش خالة للرئيس الجديد، تعمل الى الآن بائعة لأوراق اليانصيب، وعمرها 78 سنة.
وأمس هرع صحافيون اليها في منطقة الجبال، لتسجيل مشاعرها حول نتائج الانتخابات يوم الاثنين الماضي، وسألها أحدهم عما تريده من ابن اختها، الذي فاز بأكثر من 53 بالمائة من الأصوات، فقالت أولغا إيزاغيير ماتيينزو إنها تتمنى من توليدو، المتزوج من بلجيكية، أن لا ينسى قريته التي يعيش فيها بعض إخوته الى الآن «فليس فيها شارع واحد معبّد كما ترون، ويا ليته يعبّد لنا الطريق اليها على الأقل، كي لا نبقى معزولين، ويصبح العيش سهلا على سكانها أكثر، خصوصا الباعة المتجولين مثلي».
وسألها آخر عما اذا كانت ستستمر في بيع أوراق اليانصيب بعد أن أصبح ابن اختها رئيسا للبلاد، فقالت: «بالعكس. أعتقد أنني سأبيع المزيد بعد الآن، فنحن عائلة وفيرة الحظ.. ليس بيننا مريض، ولا ينزل واحد منا في السجون، وجميعنا سعداء دائما، وها قد أعطينا البيرو رئيسا سيجلب لها الحظ.. لا أريد منه سوى تعبيد طريق أو طريقين في القرية على الأكثر»، ثم قامت وقبلت صورة له تحفظها في بيتها المتواضع.
=